السيدة مارغوت وولك

أجبرت السيدة مارغوت وولك، على تذوق عينات من الطعام المحضر للزعيم النازي هتلر، في مقره العسكري المحصن تحت الأرض "وولفز لير" أو "وكر الذئب"، في جيرلوتس البولندية، والذي أمضى فيه أعوام حياته الأخيرة، أثناء الحرب العالمية الثانية.

وخاطرت السيدة مارغو، البالغة من العمر اليوم 96 عامًا، بحياتها لأكثر من عامين، بعدما نقلت على يد وحدات النخبة النازية "سكهوتزستفل"، في عام 1942، من برلين إلى بولندا، حيث أوكل لها مهام تذوق المنتجات الطازجة التي تدخل في تحضير الأطباق المقدمة للزعيم النازي هتلر.

وكانت السيدة مارغوت واحدة من 15 امرأة أجبرن على تذوق طعام هيتلر قبل أن يصل إلى شفتيه، وذكرت أنه لم يطلب منها أبدًا تذوق اللحم أو السمك، لأن الزعيم كان نباتيًا.

وكشفت السيدة المسنة عن الخوف الذي كانت تشعر به عند تذوقها لعينات من طعام هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، مبرزة أنه "لم يكن لدينا أي خيار".


وسردت السيدة مارغوت أنه "بعد التحاق زوجها بصفوف القتال، وتحطم منزلها بسبب القنابل، وجدت نفسها دون مأوى، فدعتها والدة زوجها للإقامة في الريف، ولكن بعد وصولها هناك بفترة وجيزة، احتجزتها وحدات النخبة النازية وأوكلتها مهمة صعبة إلى جانب 14 سيدة لتذوق طعام الزعيم المهووس".

 

وأشارت مارغوت إلى أنها "كانت تشعر بالخوف كلما تذوقت الطعام، وكانت تجبر على تناوله، وكان هتلر يرفض تناول طعامه حتى تتذوقه السيدات الـ15 وبعد ساعة من ذلك على الأقل حتى تظهر أعراض السم إن وجد".


وشرحت مارغوت أنه "يوميًا، على الساعة 11 و12  كان عليها تذوق الوجبات، وبعد انتهاء السيدات الـ15 من التذوق ينقل الطعام إلى مقر هتلر الرئيسي، وكان طعامه نباتي محضر بمنتجات طازجة ولذيذة، منها الهليون والبازلاء والفلفل، وتقدم مع أرز والسلطة، وتقدم جميعها في صحن واحد".

وأضافت أنها "في البداية كانت تمارس مهمتها الغريبة خارج المقر الرئيسي إذ كانت النخبة النازية تنقل إليها العينات خلال إقامتها مع والدة زوجها، ولكن بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال هتلر، والتي نفذها كلاوس فون شتاوفنبرغ بقنبلة داخل حقيبة في تموز/يوليو 1944، نقلت إلى المقر الرئيسي للزعيم، وكانت تزور والدة زوجها نهاية الأسبوع تحت حراسة أعضاء النخبة".


وعندما تخلى هتلر عن المخبأ بعد 800 يوم، في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1944، ساعدها ضابط كبير على الفرار، والعودة إلى برلين على متن القطار، وتعتقد أنَّ "المتذوقات الأخريات قد أعدمن رميًا بالرصاص على يد الجيش الأحمر السوفيتي".


وأردفت أنها "نجت من مصير مماثل ولكنها أجبرت على تحمل محنة أخرى يوم اغتصبها جنود من الجيش الأحمر".


وفي عام 1946 اجتمعت مارغوت أخيرًا مع زوجها، الذي اعتقدت أنه في عداد القتلى، وعاشت معه حتى توفي في عام 1990.