اللجوء السوري خطر اجتماعي يهدد فتيات المملكة الأردنية

يشكل اللجوء السوري خطرًا اجتماعيًا على الأردن، من حيث ارتفاع معدلات العنوسة والطلاق وتعدد الزوجات.

وبحسب إحصائية لدائرة قاضي القضاة، فإن 1389 أردنيًا تزوجوا من سوريات، وفي الغالب تكون السورية زوجته الثانية، بينما تزوجت 5587 سورية من جنسيات عربية وأجنبية داخل الأردن العام الماضي.

وجميع حالات الزواج تمت بشكل رسمي في المحاكم الشرعية، بالإضافة إلى عقود زواج وهمية تنفذها شبكات متخصصة في تزويج القاصرات السوريات (تحت مسمى زواج الصفقة) وتم تفكيك إحداها أخيرًا.

وبلغت أعداد الفتيات الأردنيات اللواتي تجاوزن سن الثلاثين عامًا ولم يسبق لهن الزواج نحو 100 ألف فتاة وفق إحصائيات أجرتها جمعية العفاف الخيرية.

وبينما ارتفعت أعداد حالات طلاق الأردنيات العام الماضي عن العام 2013 ليصل إلى 4523 حالة طلاق يرجح أن بعضها كان بسبب الزواج من سوريات.

وكشفت الإحصائيات عن إجمالي زواج السوريات في الأردن من أردنيين منذ بدء اللجوء السوري العام 2011 وحتى نهاية العام الماضي، وبلغ 11066 حالة بينما بلغ عدد حالات طلاق الأردنيات خلال ذات الأعوام 16389 حالة.

ووفق مراقبين فإن الشباب الأردني أصبح يقبل على المرأة السورية لتأثره بالمسلسلات السورية، ولاسيما مسلسل "باب الحارة"، الذي أظهر أن المرأة السورية مطواعة لزوجها وتدلل الزوج كثيرًا، فضلاً عن قدرتها على ترويج نفسها كأنثى أكثر من المرأة الأردنية.

من جهته، علل مدير جمعية العفاف، عبدالله السرحان، أسباب زواج الأردنيين من سوريات بارتفاع تكاليف الزواج في الأردن ثم اعتقاد البعض أن مثل هذا الزواج سيساهم في التقليل من معاناة هذه الأسر والتخفيف عنهم.

وذكر في تصريح لإذاعة العراق الحر: النظرة لطبيعة المرأة السورية وتعاملها مع الزوج يشكل سببًا من أسباب لجوء الشباب الأردني للزواج من سوريات, مشيرًا إلى أن هذه النظرة تشكلت من الصورة التي نقلتها المسلسلات السورية ووسائل الإعلام.

ولفت إلى أن "الزيجات السابقة والتعامل القريب لتجاور البلدين جميعها أسباب دفعت إلى ارتفاع أعداد حالات زواج الأردنيين من سوريات".

وأكد السرحان ارتفاع نسب زواج الأردنيين من سوريات, قائلًا: بالرغم من أن زواج الأردنيين من سوريات ظاهرة قديمة؛ إذ كان يسافر شباب أردني إلى سورية للزواج، ولكن النسبة ارتفعت بشكل واضح بعد اللجوء السوري".

ونوه إلى أن جمعية العفاف الخيرية شاركت في زواج سوريين من سوريات في الأردن وكذلك أردنيين من سوريات، مضيفًا: لا أعتقد أن زواج الأردنيين من السوريات يؤثر تأثيرًا ملموسًا على تأخر الزواج في الأردن، ومتوسط سن الزواج للذكور يزيد عن 29 عامًا بينما الإناث يتجاوزن 27 عامًا.

ودعا سرحان إلى أن يتم الزواج من سوريات بالموافقة التامة بين الطرفين ووجود توافق وألا يتم هذا الزواج تحت ضغوط نفسية أو اجتماعية لضمان استمرارية الزواج وتحقيق الأهداف المرجوة منه.

وتعتبر النساء في محافظة المفرق الأكثر قلقًا من هذه الظاهرة؛ إذ أشارت الإحصائيات إلى أن هذه المحافظة احتلت المرتبة الأولى بين محافظات المملكة من حيث نسبة الزواج بسوريات، بينما احتلت العاصمة عمان المرتبة الثانية وبلغ إجمالي حالات زواج السوريات فيها 1907 حالة، وذلك بالنظر إلى عدد سكان العاصمة عمان الذي يزيد عن 3 ملايين نسمة.

وتأتي أربد في المرتبة الثالثة؛ إذ بلغ عدد السوريات اللواتي تزوجن من هذه المحافظة 1546 وتليها الزرقاء 826 حالة.

وتعد المرأة في محافظة الطفيلة أكثر نساء المملكة أمنًا في حياتها الزوجية عن باقي نساء المملكة؛ إذ انخفضت نسبة الزواج بسوريات فيها إلى 10 حالات فقط خلال العام الماضي.