الزفاف

فرضت طبيعة عمل أكثر من ربع مليون رجل من "طاجكستان" في آسيا الوسطى، خارج البلاد، على الاحتفال بمراسم الزفاف وتبادل النذور عبر برنامج "سكايب" لمحادثات الفيديو.

وترتدي الفتاة البالغة من العمر (27) عامًا، شاهنوزا إيدريسوفا، فستان الزفاف الأبيض، وتقبل وعاء مملوء بالمياه من حماتها، وهي الطقوس المتعارف عليها وينفذها العروس والعريس بعد الزواج.

ويعمل عريسها مترجمًا في قارة بعيدة عن مراسم الزفاف في تونس، وقبل أن يتم التقاط الصورة، يتبادل الزوجان عهود الزواج عبر خدمة دردشة الفيديو عبر الإنترنت.

ويعتبر زوج "إيدريسوفا"، واحدًا ضمن مئات الآلاف من الطاجيك الذين يعيشون ويعملون في الخارج، ما يجعل "سكايب" وسيلة متعارف عليها لعقد قران الأزواج الشباب الذين يبعدون عن بعضهم لمسافات طويلة.

وأوضحت العروس، أنَّها كانت تجمعهما علاقة عاطفية لمدة 10 سنوات، وحصل برويز على عقد عمل وغادر فجأة إلى الخارج في وقت سابق من هذا العام، مضيفةً: لم يسمح لي والدي بالسفر إليه دون زواج، وكنا لا نريد الانتظار خمس سنوات أخرى حتى يعود، لذلك كان الزواج عبر برنامج "سكايب" هو الحل.

ولا توجد إحصاءات رسمية عن أعداد الطاجيك الذين تزوجوا عبر "سكايب"، ولكن مجموعة من الأزواج الذين أدوا مراسم الزفاف الإسلامية من خلال خدمة محادثات الفيديو، أوضحوا أنَّه أصبح أكثر شيوعا في المزيد من المناطق الريفية في البلاد.

وتعتبر طاجيكستان مصدر رئيسي للعمالة المهاجرة الرخيصة في جميع أنحاء آسيا الوسطى، لاسيما دول مثل روسيا وكازاخستان، فضلًا عن أن أغلبيتها من المسلمين، الذين يرفضون العلاقات خارج إطار الزواج، ولذلك كانت الحاجة ملحة لإتمام مراسم الزواج عبر برنامج "سكايب" للأزواج الشباب.

وتشير التقديرات الأخيرة، إلى أنَّ ما يقرب من نصف الناتج المحلي الإجمالي لطاجيكستان يأتي من الخارج، وذلك لأن واحد كل أربعة طاجيكي يعيش ويعمل في روسيا.

وعلى الرغم من أنَّ 17% فقط من السكان لديهم إمكانية الدخول على الإنترنت، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالشئون الأسرية، يستفيد الشباب الطاجكي بشكل كامل من التكنولوجيا الجديدة.

وفي حالة أخرى، تعمل ألامبي مورودوفا، ربة منزل من تورسونزاده، غرب دوشانبي، ولديها ابن بالغ من العمر (29) عامًا، ويعيش في كندا وتزوج حديثا عبر "سكايب".

ويدعى ابنها، سيديهسون، وعروسه البالغة من العمر (24) عامًا، سايورا، وكانت تربطهما علاقة عاطفية من خلال المحادثات عبر الإنترنت لمدة عامين، قبل الاحتفال بعقد القران في حفل تخلله مأدبة متواضعة في وسط المدينة، ويفصل الزوجين بمسافة تبلغ 10 ألاف كيلومتر.

وأوضحت السيدة، أنَّها "مثل أي أم، حلمت بإقامة حفل زفاف لابنها، لكنه لم يستطع العودة إلى الوطن لأسباب مالية وأسباب أخرى تتعلق بالحصول على التأشيرة".

وبدأ الزوجان الشابان حياتهما الزوجية وهما بعيدين في المسافة، وتعيش "سايورا" مع حماتها، بينما يقيم زوجها في الخارج، وتقل "مورودوفا" أنَّها تخطط للم شملهما قريبًا، وأنَّ ابنها يحاول الحصول على تأشيرة لزوجته الجديدة.

يُذكر أنَّ الحصول على تأشيرة خروج من البلاد يعتبر صعب بالنسبة للعرسان الجدد، حيث رفضت الحكومة العلمانية الاعتراف بمراسم الزواج الإسلامية،  سواء على "سكايب" أو الواقعية، ما لم يتم الزواج للمرة الأولى في مكتب السجل المدني.

ويحذر رئيس مركز الأسرة والزواج في دوشانبي، مارهابو زونونوفا، من أنَّ المواعدة وزواج الغرباء عبر الإنترنت يزيد من مخاطر الاتجار بالبشر، لاسيما حين يتعلق الأمر النساء الأصغر سنًا.