ناز شاه

تحدثت مرشحة حزب "العمال" للبرلمان البريطاني، داعية حقوق المرأة، ناز شاه، عن حياتها غير العادية كابنة لقاتلة مدانة.

وعانت شاه التي اختيرت الأسبوع الماضي لمنافسة مقعد برادفورد الغربية ضد جورج غالاوي، من الزواج المبكر في سن 15 عامًا، والعنف والفقر.

وتمت الإشادة بها على وسائل الإعلام الاجتماعية عقب نشر وصف معاناة حياتها من الفقر المدقع والعنف.

ووصفت نشأتها في برادفورد بالفقر المدقع، وأنَّها أصبحت بلا مأوى في عمر الست سنوات بعد أن غادر والدها وترك أسرتها في احتياج مادي, عندما هرب مع أحد جاراتها التي تبلغ من العمر 16 عامًا.

واضطرت أن تكون أم لشقيقتيها بعد حبس والدتها التي عانت لسنوات من سوء المعاملة على يد تاجر مواد مخدرة محلي، محمد عزام، قتلته عن طريق السم.

وتم إطلاق صراح والدتها, زورا، من السجن في العام 2000 بعد أن أمضت 14 عامًا، وصرحت بأنَّها كانت تخشى أن يعتدي عزام جنسيًا على بناتها.

وكان قد ساعدها في الحصول على قرض عقاري، إذ أنَّ الأسرة لن يكون لها مأوى، ولكنه طلب الجنس في المقابل.

وأصبحت السيدة شاه، وهي أم لثلاثة، ناشطة سياسية بعد حملة للإفراج عن والدتها، مضيفةً: إنها ستكون معارضة للنائب المحترم السيد غالاوي في الانتخابات العامة في أيار/ مايو المقبل.

وبيَّنت أنَّها تم إجبارها على الزواج في باكستان، عندما كانت تحت سن الرشد، لرجل كان يمارس العنف تجاهها.

وكانت قد أرسلت للعيش مع أسرته في باكستان عندما كان عمرها 12 عامًا للهروب من عزام.

وكشفت شاه عن كيفية العودة إلى بريطانيا بعد مغادرة زوجها، الذي وصفته بأنه يستخدم اللكمات من أجل التواصل, لتصبح أم لاثنين من الأشقاء.

كتبت: كنت في السادسة عندما تخلى والدي عن والدتي مع اثنين من الأطفال الصغار وكانت أمي حامل في الطفل الثالث عندما هرب مع ابنة الجيران البالغة 16 عامًا.

وأضافت: تدور حياتي الآن حول محام وزيارات السجن, لم أكن أعرف كيفية إدارة منزل, أتذكر أول يوم زرت والدتي في سجن "New Hall", عندما غادرت كانت تبكي مثل الطفلة التي تذهب الحضانة لأول مرة، وأنا أصبحت الآن الأم لأمي, خسرنا منزلنا، وفقدنا كل شيء.

تركت شاه زوجها الذي يسيء معاملتها في العام 1992 وعادت إلى الكلية, بدأت العمل مع الجماعات النسائية للقيام بحملة لإطلاق سراح والدتها, بينما تعمل في رعاية ذوي الإعاقة، وتم نصيحتها للانضمام إلى "NHS"، إذ بدأت في التقدم في الرتب وأصبحت ناشطة سياسية.

وأضافت: في الأسبوع الماضي تم اختياري لأكون مرشحة الكتلة النيابية المحتملة لبرادفورد الغربية، حيث ولدت وترعرعت، وأعيش أنا وعائلتي.

في وقت لاحق من ذلك المساء في رحلة العودة من لندن سألني صديقي عما شعرت, فأجبت, سأعرف عندما أكون بين ذراعي والدتي, واصفة رد فعل والدتها لاختيارها كمرشحة محلية.

وأضافت: عند وصولي البيت أخيرًا في تلك الليلة, جلست والدتي في سريرها وجعلتني قريبة منها وبكت.

بكينا معًا على علم بأنَّ الماضي قد ولى وأن حاضري هو حلم والدتي وإلهامها، ومستقبلي يمثل أحلام ابنتي, فهي ملهمتي لتحقيق التغيير والمساواة للعالم الذي تكبر فيه, والمجتمع الذي نعيش فيه.