"سهير هيكل" أشهر حلّاق رجالي

تقتحم المرأة المصرية جميع مجالات العمل، وقد يستغرب البعض أو لا يتوقع وجود امرأة تعمل في هذه المهنة الخاصة بالرجال، وهي "الحلاقة"، لكن يبدو أن هذه السيدة أرادت أن تتحدى الرجال فاختارت أن تعمل بها وهي لم تكن بلغت عامها الـ16، إنها السيدة "سهير هيكل"، صاحبة صالون "سعيد للرجال" في شارع شريف بمنطقة وسط البلد، والتي أخذت على عاتقها مواجهة العنصرية بين الرجل والمرأة لتصبح أول امرأة تقتحم عالم حلاقة الرجال، لتتفوّق على نفسها وتصبح صاحبة أشهر حلاقة في صالون رجالي في مصر وقد يكون في العالم العربي.

بدأت "سهير" قصتها مع هذه المهنة بسوء تفاهم أدى إلى شهرة واسعة، فـ"الصدفة" و"كلمة عابرة" رسمتا حياتها وجعلتاها صاحبة أشهر صالون حلاقة في وسط القاهرة، بعد أن قادها مصيرها لأحد محلات الحلاقة لمرافقة زوج أختها، فوجدت فتاة تغسل شعورهم، فقالت بكل عفوية: "معملش زيها ليه"، لتبدأ قصة السيدة التي تحلق للرجال فقط.

استعرضت سهير في حوارها مع "مصر اليوم" رحلتها الشاقة التي أصبحت بعدها أشهر سيدة تحلق للرجال، وهي المهمة التي لم تكن سهلة كما يظن البعض، فالبداية كانت في بعض محلات الكوافير الحريمي، لتنتقل بعدها للعمل في صالون رجالي بوسط بالبلد، والذي تركته لعدم رغبة صاحبه في تعليمه لها أصول المهنة قائلا لها: "لو علمتك هاتسبقيني إنتي عايزة تركبي مرسيدس وأنا لسه في مكاني".

وتابعت كلامها: "بعد أن غادرت هذا المحل بدأت العمل في صالون الحاج سعيد والذي وجد لديّ رغبة كاملة لتعلم أصول المهنة، جعلته يقدم على تعليمي، بعدما وضعني في اختبار صعب لأثبت جدارتي، ليلقني بعدها جميع الأساسيات اللازمة، بدايةً من النظافة الشخصية إلى طريقة الوقوف بجانب الزبون مرورا بمهارات المهنة".

وبابتسامة تحرص عليها دائمًا تقول: "الصالون بقى له زبائن دائمين، وبييجوا خصيصا ليقصوا شعرهم لدي, كما أن العلاقة بيني وبينهم تقوم على الاحترام المتبادل"، واستكملت قائلة إنها تقدم الخدمة التي يحتاجونها، نافية وجود أي مضايقات من جانب الزبائن فليس هناك ما يستدعي ذلك.

وعن أغرب المواقف الصعبة التي كانت تتعرض لها في بداية مشوارها مع المهنة، تتذكر "سهير" أن امرأة طلبت من زوجها الطلاق وصممت عليه بسبب حلاقته عندي وكانت تراقب حركاته، وهناك عدد من النساء الأخريات تأكلهن الغيرة والبعض منهن يحضر مع أزواجهن أثناءالحلاقة ويتحول الموقف إلى نوع من الكوميديا أثناء مراقبة الزوجة لكل حركة يقوم بها زوجها.

وأكدت أن مثل هذه التصرفات تثير استياءها في بعض الحالات نظرا للتفكير الرجعي الذي يدور في رؤوسهم لكنني لا أتوقف عنده كثيرا فأنا أمضي في طريقي وفي مهنتي التي أحبها دون النظر إلى هذه العقبات الصغير.

وبعد أن أصبحت رائدة في مجالها وبعد خمس سنوات من تركها لأول صالون رجالي تعود لأول صالون وصاحبه الذي رفض تعليمها وهو الحاج سعيد الذي تزوجها في ما بعد لتثبت له أنها تخطته وحققت نجاحها الخاص دون وجوده، لتنهي قصتها بأن مهنتها لها قدسيتها واحترامها الخاص.​