واشنطن - مصر اليوم
شهدت قاعة إحدى المحاكم في مدينة لانسينج في ولاية ميتشيجان الأميركية لحظات درامية بكى خلالها الحضور لدى سماعهم شهادة إحدى الضحايا وهي تخاطب الطبيب السابق لفريق الجمباز الأولمبي الأميركي لاري نصار، وخاطبت كايلي ستيفنز التي كانت أسرتها صديقة لأسرة الطبيب نصار وتقول أنه اعتدى عليها منذ أن كانت في السادسة من العمر "أنت كاذب مقزز".
وشرحت كايلي كيف نجح نصار في إقناع والديها بأنها تكذب عندما أخبرتهما عن الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها على يد نصار، وتوجهت له قائلة "لقد أقنعت والدي بأني كاذبة، واستعملت جسدي لمدة 6 سنوات لإشباع رغباتك الجنسية وهذا أمر لايمكن أن أسامحك عليه. كنت أشعر وكأنني في عالم آخر وبدأت أتساءل هل ما أمر به حقيقة وهل فعلا تعرضت للاعتداء الجنسي؟ وبغية الحفاظ على قواي العقلية أجبرت نفسي على استذكار كل ما مررت به كي لا أنسى ما عانيت ولا أبدو كاذبة"، وقالت كايلي للقاضية أنها استمرت في العمل كمربية لأطفال نصار لحمايتهم من والدهم المفترس ولحاجتها إلى المال لدفع نفقات جلسات العلاج النفسي التي كانت تخضع بسبب الاعتداءات التي تعرضت لها.
وتحدثت في المحكمة والدة إحدى الضحايا التي انتحرت بسبب ما وصفتها بالمعاناة الفظيعة التي عاشتها نتيجة الاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها على يد نصار، وقالت وهي تجهش بالبكاء: "عام 2009 انتحرت ابنتي لأنها لم تعد تحتمل الألم والعذاب الذين كانت تعانيهما بسبب ما مرت به، لقد كانت في مقتبل عمرها، كان عمرها 23 عاما فقط"، أما بايلز كانت إحدى ضحايا نصار وحصدت أربع ميداليات ذهبية وبرونزية واحدة في اولمبياد ريو 2016.
وأقر نصار في نوفمبر1 الماضي بتهم ارتكاب اعتداءات جنسية على إناث في منزله ونادي ألعاب الجمباز وفي مكتبه في جامعة ولاية ميتشيغان، ويواجه نصار تهم الاعتداء على 140 شابة وطفلة من مختلف الأعمار خلال عمله طبيبا لفريق الجمباز الأميركي الذي يشارك في الألعاب الاولمبية.
ويقضي نصار عقوبة السجن لمدة 60 عاما في السجن بعد إدانته بجريمة امتلاك صور إباحية للأطفال، وقد عثر المحققون على 37 ألف صورة اباحية للأطفال مخزنة في أجهزة كومبيوتر نصار عام 2016 من بينهم صور لأطفال في السادسة من العمر، وأقر نصار بتهم امتلاك صور إباحية للأطفال وتداولها وعرقلة سير العدالة عبر محاولة إتلاف الأدلة التي تدينه، ومن بين ضحايا نصار البطلة الأولمبية سايمون بايلز الحائزة على 4 ميداليات ذهبية وبرونزية واحدة في أولمبياد ريو 2016 وتبلغ من العمر 20 عاما حاليا.
وأضافت بايلز، "أشعر بالقهر كلما تذكرت ما مررت به على يد نصار ويتحطم قلبي عندما أعود مجددا إلى نفس الأماكن التي تعرضت فيها للاعتداء بهدف الاستعداد لأولمبياد طوكيو 2020"، وتحقق شرطة لندن في مزاعم جديدة بارتكاب هارفي واينستين اعتداءات جنسية.
وقالت جيسيكا، إن نصار اعتدى عليها عندما كانت في التاسعة من العمر وحتى بلغت الرابعة عشرة، وعمل لورانس نصار خلال الفترة ما بين 1980 إلى 2015 أي لمدة 35 عاما في برنامج الألعاب الأولمبية الأميركي، وطردته الهيئة القومية للرياضة من العمل 2015، ورفعت أكثر من 130 امرأة دعاوى ضده بتهمة الاعتداء عليهن، وأدت فضيحة نصار إلى استقالة رئيس اللجنة الأميركية لألعاب الجمباز ستيف بيني عام 2016 بعد اتهام الضحايا له بعدم المبادرة فورا إلى إعلام السلطات المعنية بهذه الانتهاكات، وأقر نصار بتهم الاعتداء الجنسي على سبع نساء وفتاة قبل أشهر قليلة ويمكن أن يواجه حكما بالسجن يصل إلى 25 عامًا، وأدلى عدد كبير من الضحايا بشهاداتهن أمام المحكمة وأكدن أن المتهم أساء اليهن جنسيا خلال الفحوصات الطبية التي خضعن لها على يديه وفي بعض الحالات جرى ذلك بينما كان اولياء أمورهن قريبين.
وطلبت القاضية من المتهم الإقرار بأنه لم يكن يضع الكفوف عند فحص ضحاياه خلال الفترة ما بين 1998 الى 2015 وأن تلك الفحوصات لم تكن لها أي هدف طبي بل كانت لأغراضه الخاصة، فرد بالإيجاب، وقال نصار في بيان له أمام المحكمة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي "إني أقر بالتهم الموجهة لي لمساعدة أبناء المنطقة على تجاوز ما جرى والحد من آلامهم، أشعر بالأسف الشديد، فما بدأ كعود ثقاب تحول إلى ما يشبه حريق غابة خرج عن السيطرة، أريد أن يتعافي الضحايا، أريد ان يتعافي أبناء المنطقة مما جرى لهم، لست على عداء مع أحد، كل ما أريده هو أن يتعافوا، لقد حان الوقت لذلك، لقد قمت باستغلال مركزك والثقة التي تم منحها لك بأبشع صورة ممكنة، لقد اعتديت على الأطفال".