القاهرة - مصر اليوم
رفعت سعاد ,قضية ضد نجلها تطالبه بالالتزام بدفع نفقة مالية،فداخل قاعة المحكمة تقف الأم بمساعدة أصدقائها ويقف الابن أمام هيئة القضاة، ووسط الهدوء التام بالقاعة تنهار الأم فى بكاء وتصرخ وتقول "سيادة القاضي أنا متنازلة عن حقي في قضية النفقة التي رفعتها على ابني لأنه كان الغرض منها ليس المال ولكن هو أن أراه أمامي أنا مش عاوزة فلوس ولا أي شىء أنا كان نفسى أشوفه قبل ما أموت ولم أجد أمامي غير هذه الفكرة لكي أراه قبل وفاتي، كل يوم يرفض الحضور لرؤيتي لآخر مرة».
وأضافت " أنا تزوجت منذ 72 عاماً أنجبت ولدين وبنتاً، وهبت حياتى كلها لزوجي وأولادي حتى توفى زوجي، وأبنائي تزوجوا كلهم ولكن للأسف نسوا أن لهم أمًا بعد زواجهم، نجلى الكبير كان دائمًا يفضل زوجته علي حتى فارق الحياة، وكانت هذه الصدمة الأولى لى فراق نجلى الأكبر، أما بنتى كانت متزوجة ودائمًا مشغولة بزوجها وأولادها وكنت أنا على هامش حياتها معتمدة على شقيقها الأصغر أنه يقوم بخدمتي، ومن هنا انتهز ابني الفرصة ليتلاعب بحصة الميراث الخاصة بي.
وتابعت "قام بالاستيلاء على شقتي وأوهمني بأنه سوف يأخذني للإقامة عنده لخدمتي، كنت مندهشة جدًا من قراره لأنه للأسف بطبعه سيئ جدًا ولا يحب أحدًا غير نفسه ومزواج وكان دائماً ينتقل من زوجة لأخرى، تاركًا زوجته الأولى وأبناءه من دون نفقة ولا يسأل عنهم ويتبرأ منهم، خدعت نفسى وقلت يمكن العروسة الجديدة طلبت منه أن يحضرني لتخدمني هي ويكون اتغير حاله، ولكن للأسف يا استولى على شقتي وقام بالحصول على الختم الخاص بي واستغله لصالحه بالاستيلاء على جميع أموالي.
وأردفت " الأغرب من ذلك أنه أخرجني من منزلي واستقل تاكسي وأنا معه وفوجئت أننا في دار المسنين، كانت الصدمة الثانية لي، طلبت منه أن يتركني في منزلي ولم أطلب منه شيئًا ولم أحمله شيئًا ولكن للأسف جحوده لم يرحم توسلاتي ودموعي المنهمرة على يديه، التي قبلتها كي لا يتركني في دار المسنين، وتركي فى منزلى إلا أنه رفض وقام بإلقائي فى دار المسنين الحكومية، وقام بسداد قيمة أول شهر للدار فقط، أوهمني أنه سوف يحضر لزيارتى
كل أسبوع وقام بإخبار مديرة الدار برقم هاتف محمول تبين أنه خطأ حتى لا يتمكن أحد من الوصول إليه، وأوهم الجميع بأننى أعيش معه خوفاً من الفضيحة، وبقيت أكثر من 5 سنوات أنتظره يحضر ولكن للأسف كانت مسؤولة الدار تبحث عنه ولكن من دون جدوى، هذا الرجل الشامخ الذي يقف أمامكم وهو ميسور الحال ويظهر على وجهه وجسده ذلك، تناسى تمامًا مدى المعاناة التي تحملتها من أجله هو وأشقائه، تناسى أنني أمه وأنا مسؤولة منه ولكن الأموال عمت قلبه، على الرغم أنه ليس محتاجًا لأنه كان يعمل في مركز مرموق قبل خروجه على المعاش ولديه أموال كثيرة، ولكن للأسف ربنا لم يرض عنه لأنه إنسان غير صالح وقاس، جلست أفكر في حالي كنت أستيقظ من نومى أبكى وأتمنى رؤية أبنائي، فأنا اشتقت إليهم، نفسي أضع رأسي على صدورهم قبل مماتي.
وتابعت "لذلك قررت أن أجبر نجلي على رؤيتي وكانت فكرة إقامة دعوى قضائية هي الحل الوحيد، وليس هدفى المال، كنت أريد أن آخذه في حضني حتى لو كانت هذه اللحظة هى آخر شىء في عمري، بقيت أنتظره عدة جلسات وأحضر للمحكمة وأنا مريضة والجميع يساندنى لكى أمشى إلا أننى لم أفقد الأمل فى رؤيته ولو للمرة الأخيرة، والآن بعدما رأيته فهذا كان طلبى الوحيد، سيدى القاضى أنا متنازلة عن حقى لأولادى فهم فلذات كبدى ولكن الطلب الوحيد أن يسأل عنى ولا يتناسى أن والدته ما زالت على قيد الحياة تحتاج سؤاله.