القاهرة - مصر اليوم
توصل العلماء إلى رؤية حيوية جديدة حول إناث إنسان الغاب فى الوقت الذي تواجه فيه حياة ذلك النوع من القرود الحمراء مستقبلا محفوفا بالمخاطر.
فقد استعان الفريق البحثى بقيادة الباحثة شيريل نوت بوحدة نظام تحديد المواقع جى.بى.أس وعدد من أجهزة الكومبيوتر اللوحى، فى أبحاثهم التى أجروها فى الغابات المحيطة بحديقة جونونج بالونجالوطنية فى أندونيسيا، وذلك لتتبع حيوانات إنسان الغاب فى تجوالها اليومى، وتسجيل ما يفعلونه وآلية تفاعلهم مع الآخرين.
وتوصل الباحثون إلى أنه على عكس قرود الغوريلا والشمبانزي، الذين يعيشون في مجموعات يمكن تتبعها وملاحظتها بصورة أسهل نسبيا، يعيش إنسان الغاب حياة منعزلة في معظمها، حيث يقضى أكثر وقته فوق رؤوس الأشجار، ويتجول على نطاق واسع، ليسكن معظمه في الغابات الوعرة أو أراضي المستنقعات التي يصعب على الإنسان اجتيازها.. ونتيجة لذلك، ظل إنسان الغاب فترة طويلة لا يعرف الباحثون عنه سوى القليل، مقارنة بباقي الحيوانات البرية الكبيرة.. وخلال السنوات العشرين الماضية فقط، بدأت تظهر الأدلة العلمية التي فاقت التوقعات عن هذا الحيوان، حيث قام جيل جديد من الباحثين بتتبع هذا النوع من القرود المراوغة فى جزيرتى بورنيو وسومطرة، وهى الأماكن الوحيدة التي يعيش فيها إنسان الغاب.
لأكثر من عقدين، أشرفت الباحثة شيريل نوت على الأبحاث في جزيرة جونونج بالونج الإندونيسية، حيث بحثت في جوانب عديدة من تاريخ حياة إنسان الغاب، مع التركيز بصفة خاصة على تأثير توافر الغذاء على الهرمونات الأنثوية والتكاثر لدى إناث إنسان الغاب.
و قالت الباحثة الأمريكية، فى تصريح لمراسلة مجلة "ناتشيورال جيوجرافيك " الشهيرة، أحيانا ما أشعر أننى قد اخترت هذا الموضوع الأكثر صعوبة فى العالم.
تأتى أهمية الدراسات التى تقوم بهانوت، خاصة فيما يتعلق بإناث إنسان الغاب، كونها لا تلد سوى كل 6 إلى 9 سنوات مقارنة بالثدييات الأخرى، فمن الصعب معرفة تتبع معدلات خصوبة هذه الكائنات، إلا أن للتشابه الكبير بين إنسان الغاب والبشر، أمكن للباحثة نوت استخدام اختبارات الحمل البشرية للنساء من الصيدليات لإختبار بول إناث انسان الغاب وتحديد ما إذا كانت حاملا.
وقد توصلت الباحثة الامريكية إلى إمكانية حفظ عينات البول من إناث انسان الغاب على ورق الترشيح، بحيث يمكن اختبار الهرمونات من العينات في وقت لاحق.. وقد أظهر عملها أن الهرمونات الإنجابية في إناث انسان الغاب تبلغ ذروتها عندما تصبح الفاكهة أكثر وفرة فى الغابات، وذلك فيما يعد شكلا من أشكال التكيف مع الازدهار البيئى الكبير.
كان بعض دعاة حماية البيئة قد توقعوا في فترة الثمانينات والتسعينات، انقراض إنسان الغاب من الغابات في غضون 20 أو 30 عاما.