لندن _ ماريا طبراني
لفت أعضاء في البرلمان البريطاني الى أن مسألة قلة النوم لدى الأطفال، مشكلة متنامية في المدارس، حيث إن التلاميذ يبذلون جهدًا من أجل التركيز في الدروس بسبب عدم أخذهم وقتهم الكافي في النوم، نظرًا لانشغالهم بالهواتف الذكية والاجهزة اللوحية. وألقى إدوارد تيمبسون وزير شؤون الأطفال والأسر، الضوء على هذه المسألة أثناء استجوابه من قبل نواب البرلمان الذين يحققون في دور التعليم في الوقاية من مشاكل الصحة النفسية لدى الأطفال والشباب.
وقال النواب الذين كانوا يشاركون في تحقيق مشترك بين لجان الصحة والتعليم التابعة لمجلس العموم خلال جلسة استماع عقدوها امس، إن قلة النوم ارتبطت باستخدام الأطفال للهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية في وقت متأخر من الليل. وأوضح تيمبسون أن "هناك قضية كبيرة في المدارس الآن حول الحرمان من النوم، فالأطفال لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم بسبب مشاكل التركيز ".
وذكر الأطباء سابقًا أن هناك زيادة كبيرة في الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النوم؛ حيث تظهر بيانات دائرة الصحة الوطنية أن ارتفاع عدد الأطفال الذين يدخلون مستشفيات انكلترا في سن اقل من 14 عامًا من حوالي 3000 في 2005-2006 إلى أكثر من 8000 في 2015 الى 16 ألف طالب.
وأثار النواب أيضا مخاوف بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للأطفال، مع تقارير التي تسلط الضوء على نطاق واسع على عجز الآباء عن حماية أطفالهم. وقالت ناتاشا ديفون، المديرة السابقة للصحة النفسية فى الحكومة، انه لا يمكن للمدرسين ولا للوالدين مواكبة التكنولوجيا سريعة الحركة، واقترحوا أن يتم توفير خبراء في تكنولوجيا المعلومات في المدارس لمساعدة الاطفال على استخدام وسائل الأعلام الاجتماعية بسلام.
وقالت: "هناك فجوة في التفاهم بين الشباب وأولياء أمورهم ومعلميهم حيث تتطور التكنولوجيا بشكل أسرع مما يمكننا به قياس التأثير النفسي على الأطفال". وأضافت "في العام الماضي تم نشر تقرير شامل عن تأثير "الفيسبوك" على احترام الذات، ولكن المراهقين ليسوا في "الفيسبوك" بعد الآن، لقد انتقلوا إلى "إنستاغرام" و"سناب شات ".
كما استمع مجلس النواب الى أن بعض المدارس تحاول معالجة المشكلة عن طريق مصادرة الهواتف المحمولة طوال اليوم، ولكن ديفون - الذي أسس فريق تقدير الذات - قال إن الأطفال والشباب تمكنوا من التغلب على تدابير السلامة التي يحاول الكبار فرضها.
وقد اتفقت السيدة تايلور، التي ترأس لجنة نظام الصحة النفسية للأطفال والمراهقين على أساس القيم، على أن "التكنولوجيا تتحرك بهذه الوتيرة التي يشعر فيها الكثير من الناس، وكثير من الآباء، بأنهم حقًا مجهزون تماما لمعرفة ما يجري وأفضل السبل لدعم أطفالهم". ودعت إلى "مبادرة جذرية" لدعم الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية خفيفة إلى معتدلة في بيئة مدرسية.