القاهرة - مصر اليوم
أصبحت التربية تهتم بالكيفية التي تمكن الطلاب من تحقيق تعلم أفضل أكثر من اهتمامها بكمية المعارف والمعلومات التي يتلقونها. ونتج عن هذا التوجه جعل المتعلم محور العملية التعليمية ومشاركًا إيجابيًا في عملية التعلم، ساعيًا لتحقيق أهدافه وطموحاته، وهذا الأمر جعل التربويين يبحثون عن ضرورة تبني طرق وأساليب تدريسية حديثة تساعد التلاميذ على اكتساب مهارات التعلم الفعال.
وهناك العديد من الحلول التي يمكن أن تساهم في تحسين جودة التعلم تتضمن تشجيع وتدريب المتعلمين ليكونوا أكثر فاعلية، و مساعدتهم على إتقان استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا والتي تمتاز بأنها تركز على المتعلم ذاته لا على المحيطين به. وبناء على ذلك فهو لا يحسن تحصيل المتعلم فقط، بل يساعده في تقييم تقدمه، وتوجيهه للقيام بالتغيرات اللازمة لتحقيق أهدافه، حيث يعد التعلم المنظم ذاتيا أحد الاستراتيجيات الحديثة والمهمة. ويعرفه حسين (2009م) بأنه مجموعة من الاستراتيجيات التعليمية التي تساعد المتعلم على تكوين واكتساب مجموعة من المفاهيم، ينتج عنها تفاعل المتعلم مع ما حوله من أشياء وموضوعات، وما لديه من خبرات سابقة للوصول إلى فهم لموضوعات التعلم الجديدة.
خصائص التعلم المنظم ذاتيا :
اقرأ أيضًا:
تعرَّف على فوائد وأضرار الدراسة على السرير والمكتب
يمتاز سلوك المتعلمين المنظمين ذاتياً بكونه هادفاً وعلى درجة عالية من المثابرة. فهم يخططون ويضعون الأهداف ويقيمون الأداء ذاتياً في مراحل التعلم المتعددة، ويستطيعون إدارة تعلمهم بكفاءة وفعالية ذاتية عالية، ويمتلكون دافعية داخلية، ويعملون على إعداد بيئة تعليمية تحفز التعلم الى أقصى درجة ممكنة، ومن أهم الخصائص التي يتميزون بها كذلك أنهم:
يتقنون الاستراتيجيات المعرفية وكيفية استخدامها (التسميع، استخدام التفاصيل، التنظيم).
يخططون ويتحكّمون ويوجهون عملياتهم العقلية نحو التحصيل وتحقيق أهدافهم الشخصية (ما وراء المعرفة).
يظهرون مجموعة من المعتقدات الخاصة بالدافعية والانفعالات التكيفية، كالإحساس بفعالية الذات، وتبني الأهداف التعليمية، وتنمية الأحاسيس الإيجابية نحو المهمة (المتعة، الرضا، الحماس)، وكذلك القدرة على التحكم فيها وتعديلها طبقاً لمتطلبات المهمة والموقف التعليمي. (الحسينان، 2010م، ص17).
مكونات التعلم المنظم ذاتيا :
يشير مشري (2014م، ص185) إلى أن مكونات التعلم المنظم ذاتيا تعتبر كمحددات عامة لقدرة الفرد على التنظيم الذاتي لتعلمه، وضعف مستوى الفرد في أي منها يؤدي إلى ضعف في مستوى التعلم المنظم ذاتيا. ولقد قدم Zimmerman ثلاث مكونات للتعلم المنظم ذاتيا، يمارسها الطلاب الفاعلون في أثناء عمليات التعلم الخاصة بهم، فيكونون أكثر وعيا بالعلاقات الوظيفية بين أنماط أفكارهم وأفعالهم والمخرجات البيئية الاجتماعية، وهذه المكونات هي:
المعرفة: للمعرفة دور كبير في عملية التعلم المنظم ذاتيا، حيث أن الاستجابات التي تصدر من الفرد تكون ناتجة بدرجة كبيرة عن ما لديه من معرفة داخلية سابقة فيما يتعلمه الفرد، وبهذا يؤثر على مدى مقدرته على التعلم، حيث يشير الحسينان (2010م، ص47) إلى أن معرفة المتعلم السابقة تسيطر على ضبط إمكانات التعلم الجديدة، بمعنى: أنَّ أي معرفة جديدة محددة – حقائق، مفاهيم، مهارات – لا يمكن تعلمها حتى يترسخ ويتكون أساس من المعرفة التي تتصل بها عند المتعلم.
قد يهمك أيضًا: