إسلام آباد ـ وكالات
ناشدت مجلة جهادية أسسها إسلاميون متشددون من أفغانستان وباكستان مسلمي العالم ابتكار تكنولوجيا تتصدى للطائرات بلا طيار للتشويش او السيطرة عليها قائلة ان هذا من أهم أولوياتها. وقالت مجموعة (سايت) التي تتابع الجماعات المتشددة إن العدد الأول من المجلة الجديدة "اذان" باللغة الانجليزية صدر في الخامس من ايار (مايو). وشبهت المجموعة مجلة "اذان" بمجلة (إنسباير) التي أسسها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وفي إقرار فيما يبدو بفاعلية ضربات الطائرات الأمريكية بلا طيار قالت المجلة إنها تؤثر على الحرب في مناطق قبلية بوزيرستان في باكستان حيث يتمركز تنظيم القاعدة إلى جانب طالبان الباكستانية ومقاتلي طالبان الأفغانية. وخصصت المجلة التي تقع في 80 صفحة جزءا من العدد للطائرات بلا طيار وقالت إنها تمثل تحديا للأمة الإسلامية. وقالت المجلة التي افتتحت عددها بمقتطفات من أقوال لزعيم طالبان الأفغانية الملا محمد عمر والزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن "مع مقتل العديد من الشخصيات المسلمة المهمة.. فهذه من اهم القضايا التي يتعين على الأمة أن تتوحد بشأنها والتوصل إلى حل لها". وأضافت المجلة "أي آراء وتصورات وأفكار وخطوات عملية لهزيمة تكنولوجيا الطائرات بلا طيار لابد من نقلها لنا في أسرع وقت ممكن لأنها ستساعد الأمة كثيرا في حربها مع العدو الصليبي - الصهيوني". ويقول مسؤولون غربيون إن ضربات الطائرات بلا طيار فعالة بصورة كبيرة في الحد من أنشطة تنظيم القاعدة وحلفائه في المنطقة القبلية في باكستان المتاخمة لأفغانستان. ويعترض منتقدون على السرية التي يحاط بها برنامج الطائرات بلا طيار ويشككون في شرعيته ويثيرون مخاوف بشأن سقوط قتلى من المدنيين. وتدين باكستان الضربات باستخدام هذه الطائرات. وكانت اسلام اباد أمرت وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) في أواخر عام 2011 بترك قاعدة شمسي الجوية النائية في غرب باكستان والتي كانت تستخدمها للطائرات بلا طيار. ونفت باكستان مرارا التعاون مع الولايات المتحدة في تحديد الأهداف. واتهمت مجلة أذان الجيش الباكستاني بمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة بل ذهبت إلى القول بانه أقام عددا من القواعد السرية في باكستان عوضا عن قاعدة شمسي. وفي ظل العداء الشديد للطائرات بلا طيار في باكستان سيكون من الصعب جدا حدوث ذلك دون اكتشافه. وتغطي مجلة أذان مناطق كثيرة ينشط بها تنظيم القاعدة من سوريا إلى مالي وتعتبر أفغانستان قاعدة لانطلاق الجهاد العالمي. لكن تركيزها ينصب أساسا على باكستان. وخصص قسم في المجلة لانتقاد ملالا يوسف زاي الفتاة التي استهدفتها طالبان الباكستانية حين دافعت عن حقها في التعليم وأطلقت عليها الرصاص لكنها نجت من الحادث العام الماضي. وينتقد قسم آخر في المجلة الجيش الباكستاني لأنه يدير ظهره للعدو الحقيقي وهو الهند ليخوض معارك في المناطق القبلية. كما تناشد المجلة الشبان الإحجام عن الانضمام له. وهناك اتهامات موجهة للجيش بمحاربة المتشددين الذين يشنون هجمات داخل باكستان والتهاون مع من يركزون على أفغانستان. لكن أذان تقول إنها تناصب جهاز الدولة بأكمله من الجيش إلى الشرطة إلى أجهزة المخابرات العداء. وكان "لشرور" الديمقراطية المزعومة نصيب في المجلة في تكرار لتصريحات رددتها طالبان الباكستانية في الأسابيع القليلة الماضية. وشنت طالبان الباكستانية سلسلة من الهجمات التي استهدفت أساسا الأحزاب الليبرالية التي ليس لها مرجعية دينية قبل الانتخابات العامة التي تجرى في 11 ايار (مايو).