الأسر المحافظة في موريتانيا

سادت في المجتمع الموريتاني حالة من القلق والخوف بشأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، كوسيلة لاقتحام خصوصية ومراقبة الناس واستخراج البيانات والصور الشخصية.

وبعد ظهور صور شخصية للكثير من الموريتانيين على صفحات "الفيس بوك" و"تويتر" والحملات المغرضة التي قادها البعض ضدهم، ساد التوجس والتوتر بين الموريتانيين من تأثير ما ينشر على المواقع الاجتماعي على حياتهم، لا سيما بعد أن أصبحت إمكانيات وأدوات التقنية الحديثة متوفرة لدى العامة وأصبحت أشبه بلعب بين أيدي صغار السن والمراهقين.

واستغل البعض مواقع التواصل الاجتماعي لتخريب سمعة الآخرين والتسبب بالمشاكل لهم ونشر صور خاصة بحفلات الأعراس والحياة الشخصية للأسر، واستفاد أصحاب النوايا السيئة مما قدمته التكنولوجيا والوسائط الجديدة غير مراقبة للتأثير بقوة على المتلقي، وأصبح استقاء المعلومات والأخبار عن طريق الفيسبوك والوسائط الأخرى على شبكة التواصل الاجتماعي، أكثر انتشارًا في موريتانيا من الوسائل التقليدية للحصول على الأخبار رغم تحذير المهتمين مما يمكن أن تحمله هذه الصور والأخبار من إشاعات وتنبيههم الى تصاعد دورها في توجيه المتلقي والرأي العام.

ووصلت درجة امتعاض الموريتانيين من هذه المواقع إلى درجة انتقاد البعض للعلم والتقدم التقني اللذين ساهما في انتشار التكنولوجيا الحديثة بين الناس، مما أدى إلى عزوف شريحة كبيرة من الموريتانيين عن التواصل عبر التواصل الاجتماعي.

وظهرت موضة جديدة بين الشباب تسببت في تنامي الشعور بالغضب والقلق من مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا، حيث ادمن بعض الشبان على التربص بالناس لتصويرهم في الأسواق والنزهات ومواقف السيارات وفي المؤسسات العامة، ونشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يظهر شخصياتهم وهوياتهم، مما تسبب في تنامي فوبيا التصوير بين الموريتانيين، الذين لطالما حرصوا على الحفاظ على خصوصياتهم ومواجهة المتطفلين عليهم والراغبين في كشف الحياة الاجتماعية للموريتانيين الزاخرة بالعادات الغريبة للآخرين.

ورغم ذلك لم تخلو تجارب الموريتانيين مع "الفيس بوك" و"تويتر" من طرائف ومواقف غريبة بسبب استخدام البعض لأسماء مستعارة وتواصلهم مع أقربائهم دون أن يعرف كل منهم هوية الآخر، إضافة إلى حظر استخدام هذه المواقع في العديد من المؤسسات لإثناء الموظفين عن إهدار أوقاتهم في استخدام تلك الخدمة، مما دفعهم إلى البحث عن طرق جديدة للتواصل من خلال هواتفهم وحواسبهم الشخصية.