القاهرة - مصر اليوم
"بحلول عام 2018، حجم سوق الإعلام في المنطقة العربية ككل سيرتفع إلى 12.4 مليار دولار". هذا ما أكده تقرير صادر عن نادي دبي للصحافة ومدينة دبي للإعلام، والذي يحمل في طياته تقيماً شاملاً لمنصات الإعلام العربية المختلفة ويرصد تحول الإعلام نحو الخيار الرقمي.
"الرقمنة الاعلامية"
وفي اطار تقرير "نظرة على الإعلام العربي (2016-2018)" قد يلاحظ بأن الشباب العربي قد يلعب دوراً مهماً في دفع عجلة الإعلام الرقمي، لاسيما وأن الساحة الديموغرافية العربية قد شهدت تزايداً في عدد السكان ومن فئة الشاب تحديداً من هم أقل من سن الرابعة والعشرين عاماً، وهم يشكلون بما نسبته 50%.
أما في الدول المتقدمة مثل المملكة المتحدة والولايات الأمريكية فقد تصل نسبة الشباب وهم من ذات الفئة العمرية كما في الدول النامية إلى ما نسبته 25%، أي نصف النسبة، وهذا أمر لافت وقد تزاد النسبة حسب ما ذكر التقرير في عام 2018.
قد تشكل هذه الزيادة ميزة ديموغرافية في العالم العربي، ومع تزايد أعداد الشباب وعلى مرور الزمن، يزداد تفاعل جيل (الألفية) مع تطور محتوى وسائل الإعلام، حيث يصبح هؤلاء الأفراد منتجين وليس مستهلكين، وهم يشكلون الرافد الأكبر نحو تطوير مستقبل وسائل الاعلام وتحولها إلى النموذج الرقمي، حيث تصبح الهواتف النقالة وتطبيقاتها وشبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية أسلوب حياة بالنسبة لهم.
أشار التقرير بأن المنطقة العربية ستشهد خلال العامين المقبلين تطوراً إعلامياً و في يستند على ظاهرة التحول إلى الخيار الرقمي وما يوصف بـ "الرقمنة الإعلامية" وذلك بالتزامن مع زيادة استخدام الإنترنت بشكل أوسع مما يساعد هذا في زيادة نسبة مشاهدة المحتوى الإعلامي عبر الأجهزة النقالة.
كما يظهر التقرير كيفية العمل على ايجاد الحلول والبدائل المناسبة التي تكفل للإعلام العربي حدوداً تنافسية فعالية، علاوة على اعتماد أساليب تضمن المزاوجة ما بين المنصات الرقمية من جهة، والصحافة والتلفزيون والاذاعة من جهة أخرى، والعمل على توظيف تلك المنصات لخدمة الإعلام العربي.
قطاع الاعلام المدفوع
"التلفاز والألعاب الرقمية سيقودان قطاع الإعلام المدفوع" هذا ما جاء في التقرير حول ظاهرة تنامي قطاع الإعلام المدفوع وبمعدل يقوف نمو الإنقاق على الإعلانات.
التوقعات المستقبلية وحسب ما جاء في التقرير تدور في محور نمو سوق الإعلانات وبمعدل سنوي مركب نسبته 2.5% في الفترة الواقعة ما بين عام 2016 إلى عام 2018. في المقابل تتراوح نسبة نمو وسائل الإعلام المدفوعة حول 3ز7% خلال الفترة ذاتها، في حين من المنتظر أن يقود قطاعا التلفزيون والألعاب الرقمية هذا النمو.
يذكر أن الألعاب الرقمية والنشر وكذلك الفيديو هي المحركات الثلاثة الأولى لدفع السوق الرقمي الأقليمي العربي بحصة بلغت (29، 23، 12) %وعلى الترتيب من السوق الرقمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2015.
وجاء في التقرير: "من المتوقع أن تنمو نسبة انتشار التلفاز الذكي في الشرق الأوسط بمعدل سنوي مركب يبلغ 5.55% خلال العام الحالي، بينما ستوسع انتشار أجهزة البث للفيديو في ذات العام بمعدل 219% سنوياً.
نتيجة لهذا الارتفاع السريع في انتشار الأجهزة القادرة على الاتصال عبر بروتوكول إنترنت سيبصح التنقل في مشاهدة المحتوى أكثر سهولة من ذي قبل، وتتسع دائرة استهلاك المحتوى الرقمي، فلم يعد المستهلك مضطراً لتقيد نفسه بمكان المحتوى.
وبالحديث عن البث التلفزيوني، فإن العام الماضي قد شهد ارتفاعاً ملحوظاَ في عدد القنوات الفضائية في المنطقة العربية، حيث ارتفعت بنسبة 150%. وبالمقابل لم ترتفع قيمة العائدات الإعلانية. ويضاف إلى ذلك أن 25 قناة فقط تستحوذ على أكثر حصة من عائدات الإعلانات.
ثقافة الاستهلال السريع للإعلام
ثقافة الاستهلاك السريع قد أصبحت اسلوب حياة في المجتمعات العربية، ولذا أكد التقرير بأن " المستخدم للانترنت ينفق ما معدله (28-80) دقيقة يوماً في متابعة وسائل الإعلام الاجتماعي والفيديو".
ويشكل التفاعل الرقمي عبر الهاتف الذكي ما نسبته 40%، وهذه النسبة تركز فقط على متابعة الإعلام بشكله الرقمي ومن خلال الهاتف وفضاء الفيديو.
وحسب التقرير فإن الاتجاه المتنامي للاستهلاك الإعلامي على وسائل الإعلام الاجتماعي والشعبية المتزايدة للمحتوى المرئي بصيغته القصيرة يدفع إلى ثقافة " المشاهدة الخفيفة " في جميع أنحاء المنطقة.
يمثل الاعلام الرقمي القطاع الأسرع نمواً في المنطقة ويمعدل نمو سريع مركب يبلغ 17% وفي الفترة الزمنية التي تصل عام 2014بـ عام 2018.