القاهرة - مصر اليوم
احتفلت قناة النيل الدولية، الثلاثاء الماضى، باليوبيل الفضى ومرور "25" عاماً على إنشائها، وذلك بأحد الفنادق الكبرى بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة، بحضور الكثير من ممثلى الإعلام المصرى، وأبرزهم القدير "حسن حامد" صاحب فكرة إنشاء القناة، وأحمد الأعمدة الرئيسية التى ساهمت فى إخراجها للنور، وكذلك بعض سفراء الدول الأجنبية ومراسلو الصحف والقنوات المصرية، وكذلك مسئولو الإعلام فى الكثير من السفارات الأجنبية بالقاهرة.
بدأ الحفل بعزف النشيد الوطنى، ثم استهلال لبرنامج الحفل الذى قدمه أبناء النيل الدولية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية التزاماً من القناة بإيصال رسائلها دوماً لأبناء تلك اللغات، ثم ألقت رئيسة القناة الحالية الإعلامية "تغريد حسين" كلمتها مرحبة بالحضور من الإعلاميين وسفراء الدول أبرزهم السفير الأوكرانى والمكسيكى، وعبرت عن سعادتها بتلبية القدير حسن حامد للدعوة، واصفة إياه بالأستاذ الذى لن يتكرر، ثم صعد حامد ليتحدث عن تاريخ القناة وبدايتها وفكرة إنشائها.
بعد ذلك تم عرض برومو قصير يشرح دور القناة وأسلوبها وهدفها منذ إنشائها، وصاحب ذلك تقديم كورال أطفال أغنية خاصة عن النيل الدولية، ثم جرى تكريم الكثير من رموز القناة الذين دعموها، بداية من صاحب فكرة إنشائها الإعلامى حسن حامد، وكذلك رؤساء القناة السابقون، وأبناؤها الموجودؤن بفعالية، وحتى الطيور المهاجرة منهم، وعلى سبيل المثال تم تكريم سامح رجائى رئيس القناة السابق، وكذلك الإعلامية نشوى الشلقانى وحسن ثابت وميرفت القفاص وميرفت حسن، كما تم تكريم وزير الشباب والرياضة أشرف صبحى كأحد الداعمين للقناة.
بعد انتهاء التكريم، بدأ الحفل الغنائى الذى غنت فيه كل من المطربة الشابة "لى لى فريد" و"داليا فريد" اللتين أمتعتا الحضور بالمزج فى الغناء بين اللغات العربية والأجنبية، مع مراعاة ذلك فى الشكل الموسيقى الذى جمع بين الشرقى والغربى.
على هامش الحفل، التقينا بالإعلامى القدير حسن حامد الذى تحدث عن القناة منذ نشأتها بقوله: فى أحد المؤتمرات الدولية فى بداية التسعينات عن مكافحة الجريمة وكذلك مؤتمر عن السكان والزيادة المفرطة والكثافة السكانية، بدأت فكرة كيفية التغطية الدولية، خاصة أن هناك بعض الدول لديها إذاعات وقنوات موجهة تصل إلى كل بقاع الأرض، وجاء القرار بالعمل على إنشائها لينطلق بثها التجريبى الأول فى أكتوبر من العام 1993، ثم بدأ البث الرسمى لها بعد ذلك بعام كامل، لتبث عدد ساعات لا تزيد على الأربعة، ثم امتد البث ليصل إلى عشرين ساعة، ومع الألفية الجديدة باتت قناة النيل الدولية إحدى ركائز التليفزيون المصرى التى تبث على مدار اليوم، حيث تم إدخال عرض الأفلام العربية والدراما مترجمة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، ليمتد تواصل القناة مع الناطقين بتلك اللغات.
وأضاف حامد: على مستوى التطوير، عمل رؤساؤها السابقون على العديد من المحاور التى وضعت لها خطة لتنفيذها عبر السنوات الماضية، وأهمها المحور الذى يعتمد على الامتداد الجغرافى والتوسعة للرقعة المغطاة، فمثلاً فى العام 2013 بدأت القناة تبث برامجها على القمر الصناعى "جالكسى 19" الذى يغطى دول كندا وأمريكا والمكسيك، لتمثل بذلك قارة أمريكا الشمالية، لتوصيل صوت مصر ورؤيتها السياسية والاقتصادية والفنية لتلك البقاع التى يوجد بها من لا يعرف حقيقة مصر أو العرب، لكن هناك مشكلة لتوطيد هذا المحور الجغرافى وهو عدم تعاون حكومات بعض المناطق أو عدم استخدامهم ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة من أقمار صناعية أو أطباق للتواصل مع تلك الأقمار.
واختتم حامد حديثه قائلاً: أشعر بالفخر لأننى كنت واحداً ممن قُدر لهم توصيل صوت مصر حكومة وشعباً إلى أماكن بعيدة لا تعرف شيئاً عن ثقافتنا وعاداتنا وتاريخنا وحضارتنا الشرقية، وستكون النيل الدولية صوت مصر والقومية العربية مدى الحياة، طالما كان هناك كوادر يستطيعون الحفاظ وتطوير ما قدمه السابقون.
كما تحدثت تغريد حسين، رئيس القناة الحالى، لـ"الإذاعة والتليفزيون"، قائلة: نحتفل اليوم باليوبيل الفضى لقناة النيل الدولية، ليس فقط لمجرد الاحتفال، وإن كان عرفاناً منا بما قدمه السابقون من رؤساء القناة والذين عملوا بها وطيورها المهاجرة وحتى أبنائها الفاعلين، فالاحتفال والتكريم فى حد ذاته ليس هو مبلغ المنى، فالهدف الرئيسى هو توصيل رسالة للعالم أجمع بوجود مصر وصوتها القومى الإعلامى المتميز، على مدار 25 عاماً من الإنجازات التى تحققت والأحلام التى رأت النور.
وأضافت تغريد: فى الوقت الذى كانت فيه بعض الدول تبحث لها عن منفذ إعلامى محلى، كانت النيل الدولية قد أوصلت صوت مصر إلى الكثير من بقاع العالم، وقد تحدثت مع رئيس الهيئة الوطنية للإعلام حسين زين حول وضع خطة للتطوير بشكل أوسع فيما يخص المدى الجغرافى ومحاولة تغطية العالم كله، والجميع يعرف أن القناة لم تنحرف يوماً عن رسالتها فى توصيل صوت مصر الحقيقى باللغات الأكثر انتشاراً كالإنجليزية والفرنسية، فأصبح لدينا شتى البرامج النقدية والتحليلية السياسية والإخبارية والاقتصادية والفنية، جميعها يصل للعالم بتلك اللغات المنتشرة.
وأكملت رئيسة "النيل الدولية": حصلت القناة وأبناؤها على أرفع الجوائز التى تؤكد مصداقيتنا وحيادية القناة وتغطيات مراسليها المحترفين، والأمثلة معروفة كالحصول على الجائزة الذهبية فى مهرجان الإعلام العربى فى العام 2010 عن تنويه البرامج، وكذلك مهرجان الإذاعة والتليفزيون عن التغطيات عبر المراسلين فى العراق وغزة، وغيرها من الجوائز التى يشرف عليها كبار الإعلاميين من المؤسسات والدول المختلفة، حيث تبنت القناة ولا تزال أسلوباً نقدياً وحوارياً جعلها مركز اهتمام مسئولى إعلام السفارات الأجنبية الذين حضر منهم الكثير مع سفراء بلادهم، تقديراً للدور الذى تلعبه القناة فى توطيد العلاقات، وتوضيح الرؤى، والوقوف على حقيقة ما يحدث فى مصر بكل حيادية، بعيداً تماماً عن أية أكاذيب يحاول تصديرها أعداء الدولة فى الداخل والخارج، وقد كانت النيل الدولية هى البديل الآمن لكل هؤلاء فى استقاء معلوماتهم، بعيداً عن صخب القنوات المختلفة ومواقع التواصل وغيرها، والتى تقدم رؤى غير حيادية ولا تعبر عن صوت مصر شعباً وحكومة.
وعن خطتها لتطوير القناة أضافت تغريد: خطة التطوير تشمل تقديم برامج جديدة، مثل "حكاية وطن"، ليكون إضافة لتوجيه القناة فى إبراز جمال مصر وحضارتها، ولا شك أنه يدعم السياحة ويروج لها، مثل برامج أخرى استوحيناها من نبع حضارتنا، ولتكذيب من يقول إن مصر غير آمنة، وسنظل صوت مصر الوفى القادر على إبراز صورتها الصحيحة فى كل المجالات، وتصديره لدول العالم بكل حيادية وموضوعية، ولدحض الأكاذيب، وأملنا الوصول لكل بقعة على الأرض.
أما زكريا زيدان، المشرف العام على الإنتاج، فيقول: جاءت الرؤية الخاصة بترتيبات الحفل بناء على رغبة "حسين زين" رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وبإشراف تغريد حسين رئيس القناة، لإقامة حفل يليق بالقناة ودورها الدولى والإقليمى، وبدون مبالغة فإن "النيل الدولية" استطاعت بنسبة كبيرة تغيير الرؤية وإيضاحها للعالم الخارجى، من خلال برامجها على مدار 25 عاماً، ولاقت نسب مشاهدة عريضة تم رصدها من خلال مراسلينا فى البلاد العربية والأجنبية، وكذلك من سفراء بعض الدول الذين عبروا عن سعادتهم وارتياح شعوبهم لمشاهدة القناة، خاصة أنها تبث الحقيقة، وقد أسهم ممثلو تلك الدول فى دعم القناة معنوياً عندما رأوا توجهها ومصداقيتها، فسهلوا التواصل بين مراسلينا وبين كل ما يتعلق ببلادهم لأنهم ضمنوا المصداقية.
وأضاف زيدان: أسهمت القناة فى إبراز ما يحاول البعض إخفاءه من صور جميلة تتمتع بها مصرنا الغالية، لتصل لكل العالم، فهناك من لم يكن يعلم الكثير عن مناطقنا السياحية والأثرية، أو مشروعاتنا القومية القديمة مثل السد العالى، أو الحالية كالعاصمة الإدارية وعشرات الآلاف من المشروعات التى يقوم عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولأن العالم أصبح قرية صغيرة فقد أصبح لزاماً علينا التواصل معه والتعامل معه بطريقته، ومثلما استطاعت بعض الدول تكوين كيانات إعلامية تحترم مصالحها، فإننا من خلال "النيل الدولية" استطعنا اختراق الكثير من المناطق للتعريف بنا، وبحقيقة سياستنا وأهدافنا، والتواصل مع دول العالم إعلامياً وفنياً، كسلاح ناعم يجب أن يكون فاعلاً قدر المستطاع، وأستطيع القول إن الفعالية تحققت ولكن لا نزال ننتظر المزيد لتصبح القناة هى السلاح الأهم بين كل القوى الناعمة