يتحمل تغيير المناخ الكثير من الأمور ومنها على سبيل المثال؛ إذابة القمم الجليدية، والتسبب في العواصف الشديدة، ولكن مركز "توكلاي" للشاي، يقوم بتسجيل بيانات تغيرات الطقس والكميات المنتجة من الشاي لمدة تزيد عن قرن, ووجد من خلال قاعدة بياناته أن التزايد المستمر في درجات الحرارة، بالإضافة إلى عدم انتظام هطول الأمطار، أدى إلى تدمير ورقات محصول الشاي على مستوى العالم. وعلى سبيل المثال في مقاطعة أسام في الهند، ارتفعت درجات الحرارة من 35 إلى 50 درجة مئوية, مما أدى إلى ذبول ورقات نبات الشاي، وموتها عند بلوغ درجة حرارة الجو المحيط بها إلى 48 درجة مئوية. وتحتل الهند المرتبة الثالثة في ترتيب الدول المنتجة للشاي عالميًّا, وتنتج مقاطعة أسام وحدها، ما يفوق نصف هذا الإنتاج، وتعتبر كينيا وسريلانكا والصين أيضًا من الدول الرئيسة المُصدِّرة للشاي، ويعرف هذا النطاق الدولي لتلك الدول بـ"حزام الشاي". وأكدت تقارير وأبحاث منظمة "الشاي العالمية"، أن "التزايد المستمر في درجات الحرارة، أثَّر بشكل كبير على الإنتاج العالمي للشاي بشكل كبير". واكتشف مركز "توكلاي" للشاي، أن "درجات الحرارة تزايدت بمقدار 1.5 درجة مئوية على الدول المنتجة للشاي، ووجدوا أيضًا أن نسبة هطول الأمطار تضاءلت بمقدار 200 ملى متر". وهذا لا يُؤثِّر فقط على كمية الإنتاج، بل يؤدى أيضًا بدوره إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وعلى الرغم من انخفاض معدل هبوط الأمطار إلا أن المنطقة مازالت عُرضة للعواصف القوية غير المنتظمة، والتي تليها موجات جفاف طويلة. ويقول مانيش بارجاريا، لقناة الـ"بي بي سي"، وهو إحدى ملاك المزارع في ولاية أسام الشمالية في الهند، إنه "من الملاحظ في العشر سنوات الأخيرة أننا نتعرض إلى هطول قوى للأمطار في وقت معين من العام، وهذا يؤدى إلى تأكل سطح التربة في مزارع الشاي"، موضحًا أن "ذلك يُؤثِّر بشكل سلبي على كمية الإنتاج، ويضع شجيرات الشاي في مناخ يجعلها عرضة بشكل أكبر للآفات مما يضطرنا لاستخدام المبيدات بشكل أكبر، وهذا يتسبب في ارتفاع التكلفة بنسبة كبيرة".