لندن - وكالات
كشفت دراسة بريطانية - يابانية شملت 29 نهراً أنه من المرجح أن يزيد التغير المناخي من فيضان بعض الأنهار مثل النيل والأمازون والغانغ، مع قلة فيضان بعض أنهار أوروبا. قال خبراء من بريطانيا واليابان في دراسة نشرت الأحد إن من المرجح أن يزيد التغير المناخي هذا القرن فيضان بعض الأنهار مثل النيل والغانغ والأمازون ويقلل فيضان بضعة أنهار مثل الدانوب الذي تفيض مياهه حالياً. وكتب الخبراء في دورية التغير المناخي في الطبيعة أن من شأن نتائج الدراسة أن تساعد الدول على الاستعداد للفيضانات العارمة التي قتلت الآلاف في شتى أنحاء العالم وسببت خسائر تقدر بعشرات المليارات من الدولارات كل عام في العقد الأخير. وأضافت الدراسة أن التحذير المبكر يساعد الحكومات على اتخاذ إجراءات للحد من الأضرار مثل إقامة الحواجز لاحتواء ارتفاع المياه وحظر البناء في السهول المهددة بالغمر وزراعة مزيد من المحاصيل المقاومة للفيضان وغير ذلك من الإجراءات. وكتب الخبراء أن من المتوقع على وجه الإجمال أن يشهد هذا القرن "زيادة كبيرة" في تواتر الفيضانات في جنوب شرق آسيا ووسط إفريقيا وجزء كبير من أميركا الجنوبية. وسيزيد تواتر الفيضانات الجارفة في أغلب الأنهار التسعة والعشرين التي شملتها الدراسة، بما في ذلك أنهار يانغتسي والميكونغ والغانغ في آسيا وأنهار النيجر والكونغو والنيل في إفريقيا والآمازون وبارانا في أميركا اللاتينية والراين في أوروبا. من شأن نتائج الدراسة أن تساعد الدول على الاستعداد للفيضانات العارمة التي قتلت الآلاف في شتى أنحاء العالم وسببت خسائر كبيرة وسيقل تواتر الفيضانات في بضعة من أحواض الأنهار مثل المسيسبي في الولايات المتحدة والفرات في الشرق الأوسط والدانوب في أوروبا. وتوقع الخبراء أن يزيد الماء في شمال غرب أوروبا حيث يجري نهر الراين وأن يقل في شريط عريض يمتد من البحر المتوسط عبر أوروبا الشرقية، بما في ذلك منطقة الدانوب حتى روسيا. وتشهد منطقة حوض الدانوب فيضانات شديدة حالياحيثاضطر عشرات الآلاف إلى الجلاء عن ديارهم ولاقى ما لا يقل عن عشرة أشخاص حتفهم في الفيضانات في ألمانيا والنمسا وسلوفاكيا وبولندا وجمهورية التشيك على مدى الأسبوع الماضي. ويقول علماء المناخ إن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي عموماً إلى زيادة خطر الفيضانات لأن الهواء الساخن يمتص قدراً أكبر من الرطوبة ومن ثم يسبب مزيداً من المطر. والنتيجة الإجمالية أن تغيرات الرياح وعوامل أخرى ترجح زيادة كميات المياه في بعض المناطق ونقصانها في مناطق أخرى. وكان تقرير أصدرته لجنة علماء تابعة للأمم المتحدة عام 2012 يتناول الفيضانات العارمة قال إنه لا يمكن الثقة في التوقعات الخاصة بالتغير في فيضان الأنهار إلا "ثقة محدود" بسبب وجود كثير من العوامل غير المؤكدة. من جانبه، قال البروفسور مجيب لطيف خبير الأرصاد الجوية في مركز هلمهولتس لبحوث المحيطات في ألمانيا وهو غير مشارك في هذه الدراسة إن من المشاكل الأخرى قلة سجلات المطر المتاحة اللازمة لوضع التوقعات. ومع ذلك فقد تكهن بأن يزيد تواتر الفيضانات المماثلة لما تشهده أوروبا حالياً مع ارتفاع الحرارة. وارتفع متوسط حرارة سطح الأرض على النطاق العالمي 0.8 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية وهو اتجاه أرجعته لجنة خبراء الأمم المتحدة إلى الغازات المسببة للاحتباس الحراري المنبعثة من السيارات والمصانع ومحطات الكهرباء. (خدمة DW)