واشنطن - أ ف ب
يتوقع علماء الفضاء ان تشهد ليلة الجمعة السبت تساقطا للشهب بوتيرة استثنائية، لكن مشاهدة هذه الظاهرة الفريدة قد تكون حكرا على سكان اميركا الشمالية.
ويعود السبب وراء هذه الظاهرة الى مرور كوكب الارض للمرة الاولى ليل 23-24 ايار/مايو، في سحابة من بقايا المذنب "209 بي لينيار" الذي رصده العلماء للمرة الاولى في شباط/فبراير من العام 2004.
وتتم هذه السحابة من الحطام دورتها حول الشمس مرة كل خمس سنوات.
ويقول بيل كوك مدير قسم النيازك في وكالة الفضاء الاميركية ناسا لوكالة فرانس برس "لا احد يعرف تماما ما سيجري في تلك الليلة، فهي المرة الاولى التي يجتاز فيها كوكب الارض حزاما من الحطام العائد لذلك المذنب".
ويضيف "ان جاذبية كوكب المشتري هي التي دفعت هذه البقايا الى مدار الارض، وستكون هذه المرة الاولى التي يمكن للبشرية ان تراقب قطعا من المذنب تحترق في الغلاف الجوي لكوكب الارض".
لكن العلماء غير قادرين على توقع حجم هذه الظاهرة، لان البقايا المنبعثة من المذنب لم تعد كثيرة، ولا يمكن معرفة ما كان عليه الحال قبل مئتي عام او ثلاثمئة.
ويوضح العالم انه "في حال كان هذا المذنب قد لفظ الكثير من القطع فاننا سنكون امام ظاهرة فريدة مع 200 نيزك في الساعة، اما في حال العكس فاننا لن نرى شيئا على الاطلاق"، مشيرا الى ان الوقت الامثل لمراقبة هذه الظاهرة سيكون بين الساعة 6,00 والساعة 8,00 ت.غ. من يوم السبت 24 ايار/مايو، على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
ووفقا للتوقعات الاكثر ترجيحا، فان هذه "الامطار" من الشهب ستكون اشد من تلك التي ترصد في شهر اب/اغسطس من كل عام حين يمكن مشاهدة ما بين 100 و150 شهابا في الساعة، بسبب مرور المذنب سويفت-توتل قرب الشمس.
ومصدر هذه البقايا التي ستدخل الغلاف الجوي للارض وتحترق فيه مصدرة اضواء في السماء هو المذنب 209/لينيار الذي لا يعد مشعا كثيرا مقارنة بغيره، ويبلغ قطره 600 متر، وهو صغير الحجم مقارنة بمذنبات اخرى يصل قطرها الى عشرات الكيلومترات.
وسيكون المذنب في ادنى مسافة له من الارض في التاسع والعشرين من ايار/مايو، على بعد 8,3 مليون كيلومتر من الارض.
والمذنبات هي اجرام فلكية تتكون بشكل اساسي من الجليد والغبار والغازات، وعندما تقترب من الشمس ترتفع حرارتها فيذوب جليدها وتنبعث منها الغازات والغبار الامر الذي يفسر شكل الذنب الذي تتخذه.
ويعتبر العلماء ان المذنبات تأتي من مصدرين، هما اما حزام كويبر الواقع بعد كوكب نبتون، او سحابة اورت الواقعة بعد بلوتو على مسافات قصوى من الشمس على حدود المجموعة الشمسية، وهي تدور حول الشمس في مدارات واسعة جدا وبعضها يتم دورته في ملايين السنين.
الا ان علماء اكتشفوا خلال العقد الاخير ما لا يقل عن 12 مذنبا ناشطا في منطقة ثالثة من النظام الشمسي هي حزام النيازك الواقع بين المريخ والمشتري.