الخرطوم _مصر اليوم
بحلول عام 2050 سيبلغ سكان القارة السمراء ملياري نسمة، وفي الوقت ذاته ”تشير الدراسات إلى أن 20% من الأراضي الزراعية في القارة ستتعرض للانقراض، والسبب التقلبات المناخية“، بهذه الكلمات وصفت حكيمة الحيطي -الوزيرة المنتدبة المكلفة بوزارة البيئة والطاقة في المغرب- مشكلة القارة فيما يتعلق بأمنها الغذائي.
وأضافت الوزيرة خلال أعمال المؤتمر الرابع حول التغيرات المناخية والتنمية في أفريقيا، والمنعقد في مراكش بالمغرب في المدة (8-10) أكتوبر الجاري: ”إن 70% من دخل القارة يأتي من الزراعة، لذا فإننا أمام تحد كبير يتطلب تضامن دول القارة لمواجهته“.
وجاء المؤتمر المنظم بمبادرة من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا والبنك الأفريقي للتنمية، تحت شعار: ’أفريقيا قادرة اليوم على تحقيق اكتفائها الذاتي الغذائي: من المعرفة إلى الفعل‘، وبحضور أفريقي ودولي كبير وصل إلى 500 خبير ومختص، بالإضافة إلى عدد من الوزراء الأفارقة وممثلين عن الاتحاد الأفريقي وبنك التنمية الأفريقي.
وأشار عبد الله حمدوك -نائب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا- إلى أن ”المؤتمر شهادة للتضامن الأفريقي والبحث عن حلول لمواجهة تحديات التغيرات المناخية خاصة“.
كما أكدت الوزيرة ضرورة ”رفع الحدود بين البلدان وتكامل القارة؛ حتى نستطيع مواجهة التغيرات المناخية، وأن يكون لنا صوت واحد فقط لدعم القارة في المفاوضات العالمية بشأن التغيرات المناخية“.
واستطردت: ”وهو ما يتطلب وضع التصورات والمخططات الأفريقية حتى نستطيع جمع أكبر قدر ممكن من الأموال في صندوق مواجهة التغيرات المناخية لصالح القارة؛ لأن الأموال سوف تُعطى فقط للدول المستعدة لمواجهة تحديات التغيرات المناخية“.
وذكر حمدوك أن ”خمسمائة مليون أفريقي يعانون نقص الغذاء، وهو ما يتطلب رفع مستوى النمو الاقتصادي“، وأكد أن الأفارقة واعون بذلك كل الوعي، وأنه لا بد من رسم خارطة طريق للمستقبل لتحقيق رفع الإنتاج الزراعي بنسبة 10% كما أوصت قمة مالابو.
كما أشار حمدوك إلى الجهود التي بذلتها المنظمات الدولية للحد من مخاطر التغيرات المناخية من أجل ضمان الاكتفاء الذاتي الغذائي، وتحويل الزراعة إلى قطاع تنافسي قادر على خلق فرص عمل والقضاء على الفقر.
وأكد ضرورة توفير الموارد اللازمة لذلك، خاصة في المناطق الريفية ذات البنى الأساسية الهشة، والتي تعاني نقصًا كبيرًا في الخدمات.
وحذر حمدوك: ”إن لم نحقق ذلك ستكون هناك مجاعة“.
ويناقش المؤتمر خلال أعماله سبل تعزيز قدرة أفريقيا على التعبئة والوصول إلى التمويل اللازم لمواجهة التغيرات المناخية، ويعرض الفرص والتحديات المطروحة ميدانيًّا ليخول أصحابَ القرار والباحثين الشروعَ في بلورة استراتيجية لإدارة موارد القارة.
كما يركز المؤتمر على تحسين قدرة إدارة المعارف المناخية لتحويل أنظمة الإنتاج الفلاحي كي تضمن أفريقيا اكتفاءها الذاتي من الغذاء بشكل مستدام، وسيبرز واقع التغيرات المناخية على الفئات الاجتماعية الهشة كالفلاحين والنساء والشباب.