قتل ثلاثة أشخاص جراء الفيضانات التي تجتاح كندا، في حين أجبر عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم التي أغرقتها المياه بعد أن أصيبت مدينة كالغاري (مركز النفط) بالشلل جراء أقوى فيضانات تشهدها البلاد منذ عقود، مما تسبب في إغلاق طرق وانهيار جسور بجنوب الإقليم. وفي الوقت الذي عثر فيه على جثتي رجلين الخميس قرب بلدة هاي ريفر بإقليم ألبرتا والواقعة على بعد نحو ستين كيلومترا جنوبي كالغاري، قالت الشرطة إن شخصين آخرين فقدا. ودعا ناهيد نينشي رئيس بلدية هذه المدينة، التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، حوالى مائة ألف شخص إلى إخلائها، إذ ازداد الوضع صعوبة في عدد كبير من مدن جنوب كالغاري، وأعلنت حالة الطوارئ في عشرين منطقة، وبثت شبكات التلفزة الكندية صورا لمنازل وسيارات جرفتها الأمواج. وكانت تقارير إخبارية قد قالت أمس الجمعة إنه تم إجلاء حوالي 75 ألف شخص، وذكرت قناة (سي تي في نيوز) أن المياه غمرت منازل وملعبا رياضيا وسط كالغاري بعدما فاض نهر "باو" على ضفتيه. وقالت قناة (سي بي سي) الإخبارية إن النهر فاض بسبب استمرار هطول الأمطار الغزيرة عدة أيام فضلا عن ذوبان الثلوج من جبال روكي، ونقلت عن الشرطة قولها إن هناك العديد من الأشخاص في عداد المفقودين ويخشى ارتفاع عدد الضحايا. من جهته ذكر العضو بالأجهزة الأمنية التي تشارك في عمليات الإغاثة، آدم كلامار، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن وسط مدينة كالغاري فارغ عمليا "ولا نرى سوى بعض المارة وقليلا من السيارات" مضيفا أن "الشرطة لا تسمح لأحد بالمرور". كما لم يخف كلامار خشيته من تواصل سقوط الأمطار التي يمكن أن تتسبب في مضاعفة سوء الوضع، حيث ازدادت ظهر أمس الجمعة غزارة الأمطار التي تتهاطل منذ الصباح، لافتا إلى تضامن السكان مع بعضهم البعض. وأرسلت السلطات حوالى 1200 جندي وعشر مروحيات للجيش إلى المنطقة للمساعدة في إجلاء السكان المعزولين. ووصل رئيس الوزراء كالغاري التي يمثلها بمجلس العموم منذ 1993. وحلق ستيفن هاربر فوق المنطقة على متن مروحية واستعلم عن الوضع واعدا بتقديم مساعدة فدرالية أثناء الفيضان وبعده. وقال إن حكومته "تتخذ اجراءات سريعة" مضيفا في بيان له أن "رجال الشرطة والقوات المسلحة الكندية يساعدون بالفعل في عمليات البحث والإنقاذ والإجلاء والأمور اللوجستية الأخرى، كما أن حكومتنا مستعدة لتوفير كل الدعم اللازم".