الرباط مصر اليوم
سيخلو جزء من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من السكان مع حلول عام 2050 إذ ستصبح هذه المناطق غير صالحة للحياة البشرية بسبب التغييرات المناخية التي ستؤدي إلى هجرة جماعية للسكان.
ففي نهاية أبريل/نيسان من العام الجاري وقعت 175 دولة اتفاقية تنص على الحد من انبعاثات الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري.
ويعتقد العلماء أن هذه الخطوة يمكنها أن تبطئ وتيرة ارتفاع درجات الحرارة، بحيث لا يرتفع معدل متوسط حرارة الأرض أكثر من درجتين مع حلول عام 2050.
وتوصلت دراسة أجريت مؤخرا إلى أن هذه الإجراءات غير كافية لتجنب وقوع كارثة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
فمع حلول عام 2050 سيصل متوسط درجة حرارة النهار خلال فصل الصيف إلى 46 درجة مئوية. وتوقع العلماء أن يزيد معدل نشوب الحرائق حتى خمسة أضعاف معدلها الحالي بسب الارتفاعات المهولة التي ستعرفها درجات الحرارة.
وذكر الباحثون أن أيام الصيف الحارة ستتراوح ما بين 118 و200 يوم مع نهاية هذا القرن، كما أن المعدل المتوسط للحرارة سيصل إلى 50 درجة.
هذه العوامل كلها إضافة إلى تلوث الهواء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستسهم في إخلاء هذه المناطق من السكان.
وقام العلماء بمقارنة بين 26 نوعا من النماذج المناخية بالاستعانة بمعطيات لدراسات أجريت بين عامي 1986 و2005، فلاحظوا وجود اثنين من السيناريوهات الرئيسية:
- السيناريو "RCP4.5" يفيد بأن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ستنخفض مع حلول عام 2040.
- السيناريو "RCP8.5" يفيد بأن مستويات الغازات المسببة للاحتباس الحراري سترتفع.
حسب السيناريو الأول، ستنخفض قوة الإشعاع الشمسي مع نهاية القرن، في كل مترمربع من سطح الأرض بـ 4.5 "واط" مقارنة بها في الوقت الحالي. وهذا يتوافق مع الأهداف التي وضعتها قمة المناخ.
أما السيناريو الثاني فيشير إلى أن معدل الحرارة المتوسطة في عام 2100 سيرتفع بأكثر من أربع درجات مقارنة بمستوياتها ما قبل الثورة الصناعية.
ويشار إلى أن دولا في الشرق الأوسط كالمملكة العربية السعودية والعراق وسوريا عانت مع بداية القرن العشرين من ارتفاع مهول في نسبة تغبّر الجو إذ بلغت هذه النسبة 70 بالمئة مقارنة بما كان عليه خلال السنوات الماضية، وعزيت أسباب هذا الارتفاع إلى طول مدة الجفاف وزيادة وتيرة العواصف الرملية.
يذكر أن عدد السكان في شمال إفريقيا والشرق الأوسط يتجاوز حاليا الـ 500 مليون مواطن، وأن عدد الأيام الحارة في هذه المناطق سيتضاعف مستقبلا مقارنة بما كان عليه عام 1970 مما سيفرض على السكان هجرة جماعية.