القاهرة ـ مصر اليوم
يعاني الناس من عواقب تغير المناخ في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من الفيضانات في جدة، إلى ارتفاع منسوب مياه البحر في البحر المتوسط، مما يعرض العديد من المدن الساحلية للخطر.
وأعد المنتدى الاقتصادي العالمي تقريرًا حول موضوع تغير المناخ، وقال "إن المشاركين في المنتدى الذي عقد في البحر الميت في الأردن، حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمكنهم أن يروا آثار الاحترار العالمي بشكل مباشر".
وأضاف التقرير أن البحيرة المالحة تقلصت بمقدار الثلث تقريبًا خلال العقدين الأخيرين، بسبب انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة مما أدى إلى زيادة التبخر وسحب المياه من نهر الأردن الذي يصب فيها.
إقرأ أيضًا:
نشطاء مكافحة تغير المناخ يستعدّون لتوقيف مترو أنفاق لندن
وأشار تقرير المنتدى إلى أنه في مثال للتعاون الإقليمي، وافقت حكومتا إسرائيل والأردن على المشاركة في تمويل خط أنابيب لنقل المياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت.
ويخشى أنصار البيئة من أن مياه البحر الأحمر ستضر بالنظام البيئي الحساس للبحر الميت، وتغير ملوحة المياه، بل وتزيد من التبخر. ولكن ما لم يتم اتخاذ إجراء، سيستمر البحر في الانكماش لأكثر من 1.2 متر كل عام.
خسارة الإسكندرية
ويقول التقرير "إن مدينة الإسكندرية على ساحل البحر المتوسط في مصر، لديها مشكلة معاكسة، فمع ارتفاع منسوب سطح البحر، تغرق المدينة التي يسكنها خمسة ملايين نسمة".
وأشار إلى أن المياه العالية تغمر الطوابق السفلية للمباني بالقرب من كورنيش الإسكندرية، مما يؤدي إلى انهيار مميت، إذ لقي ثلاثة أشخاص حتفهم في يناير /كانون الثاني، عندما انهارت مجموعة من الشقق في شارع واحد من الواجهة البحرية.
ويضيف التقرير أن دلتا النيل، التي تقع على حدودها الإسكندرية، تتقلص، وأن إنشاء السد العالي في أسوان واستخراج المياه في اتجاه مجرى النهر أدى إلى انخفاض تدفق نهر النيل، مما قلل كمية طمي رواسب النهر، وأنه دون طمي لتجديد تربة الدلتا، فإن المنطقة بأكملها ستختفي.
وأعلن البنك الدولي في عام 2016، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي من بين أكثر الأماكن عرضة للخطر على سطح الأرض لارتفاع منسوب مياه البحر. وتنبأ بارتفاع 0.5 متر بحلول عام 2099، وحذر تقريره من أن "المناطق الساحلية المنخفضة في تونس وقطر وليبيا والإمارات والكويت وخاصة مصر معرضة لخطر خاص".
الفيضانات في الصحراء
ويشير تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى بعض المناطق الأكثر جفافا في المنطقة عانت من الفيضانات مثل جدة في المملكة العربية السعودية التي عانت من فيضانات سنوية تقريبًا منذ أواخر الستينيات من القرن الماضي بسبب عواصف عنيفة مفاجئة، وكشفت الأبحاث التي أجرتها جامعة الملك عبد العزيز أن التوسع السريع للمدينة في السنوات الأخيرة زاد الوضع سوءًا.
واجتاحت عاصفة قاتلة شبه الجزيرة العربية، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، مما أسفر عن مقتل 30 شخصا قبل أن تصل إلى جدة، وتم إجلاء نحو 4000 شخص من منازلهم، ولقي ثلاثة أشخاص حتفهم في الشهر السابق، عندما ضرب إعصار تروبيان لوبان عُمان واليمن.
الحرارة الشديدة والجفاف
ويقول التقرير إنه تم تسجيل درجات الحرارة بشكل متكرر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في السنوات الأخيرة.
وكانت أعلى درجة حرارة مسجلة في المنطقة حتى الآن 54 درجة مئوية في الكويت في عام 2016، وفي الأسبوع نفسه، سجلت البصرة في العراق 53.9 درجة مئوية.
وفي يونيو 2017، سجلت أبو ظبي رقما قياسيا قدره 50.4 درجة مئوية، وفي دبي، حذرت السلطات السائقين من ترك معطر الهواء في سياراتهم بعد أن اشتعلت النيران في عدة سيارات في الحرارة الشديدة.
وتعرضت المنطقة إلى جفاف مستمر تقريبًا منذ عام 1998، وفقًا لوكالة "ناسا" الأميركية، التي تقول "إن فترة الجفاف الحالية هي الأسوأ منذ 900 عام".
ويقدر البنك الدولي، الذي ينفق 1.5 مليار دولار لمكافحة تغير المناخ في المنطقة، أن 80 إلى 100 مليون شخص سيتعرضون لنقص المياه بحلول عام 2025.
وبحلول عام 2050، ستكون درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلى بـ4 درجات مئوية، وفقًا لمعهد ماكس بلانك الألماني. وبحلول نهاية القرن، قد تصل درجات الحرارة خلال النهار إلى 50 درجة مئوية، مع 200 يوم من الحرارة الاستثنائية كل عام، وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الانبعاثات العالمية، وفقًا للبحوث، قد تصبح مدن المنطقة غير صالحة للسكن عام 2100.
قد يهمك أيضًا:
طلاب أستراليا يحتجون للمطالبة بإجراءات ضد "تغير المناخ"
خبراء يُؤكدون أنَّ تدمير الطبيعة يُهدد البشرية بقدر التغير المناخي