كل نهار ينتهي في طهران، البالغ عدد سكانها أكثر من 8 ملايين نسمة، تنتهي معه معركة على جرذان عملاقة، حجم الواحد منها أكبر من الهرة، ووزنه كوزن الأرنب، لتليها معركة ليلية مختلفة في حرب إبادة يلخّصها موقع "القدس أون لاين" الإخباري الإيراني بأنها تستهدف أكثر من 25 مليون جرذ، جعلت من طهران عاصمة القوارض في العالم بامتياز. ويذكر "القدس أون لاين"، أن بلدية العاصمة الإيرانية أنشأت فرق قناصة مدربة على إبادة القوارض وبدأت عملها في 26 منطقة من المدينة، وبشكل خاص على طول جادة "ولي عصر" التي تشطر العاصمة الإيرانية إلى نصفين، فتقتلها في النهار بالسموم والكيماويات، وفي الليل يستخدم القناصة بنادق مزودة بمناظير الأشعة دون الحمراء وبحشوة يتم صعقها بالضغط الغازي، فتنطلق منها شظايا كالدبابيس تفتك بالجرذ المستهدف وترديه. ويؤكد محاضر جامعي اسمه إسماعيل كهرام، وهو أيضاً مستشار في البلدية، أن هذا النوع العملاق من الجرذان "تمكّن مع الوقت من تعديل جيناته ونظام الممانعة فيه من كثرة ما تعرض للكيماويات والسلاح الإشعاعي السمومي المستخدم ضده"، طبقاً لما نقل الموقع عن لسانه، مضيفاً أن جرذان طهران تمكنت مع الزمن أيضاً من تطوير نوعها، بحيث تضخم الواحد منها وأصبح بحجم هرة وبوزن أرنب تقريباً، أي حوالي 5 كيلوغرامات "بعد أن كان 60 غراماً تقريباً"، على حد تعبير المستشار. أما رئيس دائرة البيئة في البلدية، محمد هادي حيدر زاده، فطمأن عبر "القدس أون لاين" أن الحرب على الجرذان "مستمرة 24 ساعة باليوم طوال أيام الأسبوع من دون توقف"، واعداً بزيادة فرق القنص الدبابيسي من 10 إلى 40 مستقبلاً، "لأننا لم نستطع قتل سوى 2205 جرذان فقط بالمكافحة الليلية"، مضيفاً أن ما يتم قتله ينقل إلى منطقة "قاهرزاك" بجنوب طهران "فيحرقونه هناك" كما قال. وكانت البلدية استوردت من الخارج قبل سنوات، 45 طناً من السموم الخاصة بإبادة الجرذان والفئران البنية والسوداء، وعلّقت لافتات إرشادية توضح أفضل السبل للقضاء على قارض ما، والإبلاغ عن أي جرذ يتم رصده، إلا أن كل هذه القوة لم تنفع بجرذان طهران، فسيطرت على المدينة ليلاً وما تزال.