بلغت الصناعات الهوائية مراحل متقدمة خلال السنوات القليلة الماضية، مستفيدة من المساحات الواسعة أو السلاسل الجبلية البعيدة التي تتحول إلى معامل لإنتاج أكبر كمية ممكنة من الطاقة. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنه بفضل التقنيات الحديثة، أصبح في مقدور الصانعين إنشاء آلات أكثر علواً وذات شفرات أطول. وهو الأمر الذي يسمح بإنتاج كمية طاقة أكبر بكلفة مالية أقل، من خلال "التقاط" الرياح على علو شاهق، حيث تكون سرعتها الطبيعية أعلى. وسمحت هذه التقنية باستثمار أراض جديدة في ولايات ميتشيغن وأوهايو وإنديانا، حيث أسعار الطاقة التي تولدها التوربينات العائمة في الجو، على ارتفاع 300 أو 400 قدم فوق سطح الأرض، تنافس أسعار مصادر الطاقة التقليدية كالفحم الحجري والنفط مثلاً. والجهود التي تُبذل في عملية إلتقاط الرياح والإستفادة منها قد تصبح أكبر في المستقبل القريب. وخير دليل على ذلك، هو أول "نموذج تجاري" للتوربينات الهوائية التي تصنعها شركة "ألتاييروس إينيرجيز" في ألاسكا، وسيعرف باسم "بات". وهو عبارة عن توربينة دائرية عملاقة معبأة بمادة الهيليوم تطوف في الجو على  إرتفاع 1000 قدم وتولد كهرباء كافية لتغذية أكثر من عشرين منزلاً عبر سلك موصول بها. وتقول عالمة الإقتصاد ومديرة البيانات الصناعية والتحليل في الرابطة الأميركية للطاقة الريحية، إليزابيث ساليرنو، إنه منذ 6 سنوات، لم تكن سرعة الرياح على ارتفاع 200 قدم كافية لجعل طاقة الهواء قادرة على فعل أي شيء. ولكن مع حمل التوربينات إلى ارتفاعات أعلى وتزويدها بشفرات أطول، أصبح هذا الأمر ممكناً. وتضيف ساليرنو أن توربينات الهواء في ولاية ميتشيغن لم تكن كافية لإحداث أي فرق، ولكن عدد التوربينات الموجودة اليوم ونوعيتها قادرة على إنتاج 1000 ميغاواط من الكهرباء وعلى تغذية عشرات آلاف المنازل. أما الأسعار، فقد هبطت بشكل كبير، إذ تصل في بعض الحالات إلى 4 سنتات للكيلوواط/ساعة، ما يزيد من حسنات استخدام الطاقة الهوائية. فهي الأقل كلفة.