القاهرة - مصر اليوم
قال الأمين العام للأمم المتحدة إن تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالمناخ هو دعوة للاستيقاظ موجهة إلى العالم، وتأكيد على أن سرعة تغير المناخ تفوق جهود مواجهته وأن الوقت آخذ في النفاد.
وكان تقرير الهيئة، وهي أعلى جهة دولية تعنى بدراسة التغير المناخي وآثاره، قد ذكر أن الحد من ارتفاع حرارة العالم كيلا يتخطى 1.5 درجة مئوية يتطلب بذل جهود غير مسبوقة في مختلف المجالات.
وذكر التقرير أن هناك الكثير من الآثار التي يمكن تجنبها إذا التزمت الدول بعدم تخطي هذا الحد في زيادة درجات الحرارة.
وفي بيان صحافي قال الأمين العام أنطونيو غوتيرش إن عواقب تغير المناخ بادية في كل مكان متمثلة في الطقس المتطرف وزيادة منسوب البحار وتقلص جليد البحر القطبي.
وأضاف أن العلماء رسموا صورة حية للفرق بين ارتفاع الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، مقابل درجتين مئويتين.
وقال إن زيادة الاحترار بنصف درجة يحدث فرقاً كبيراً. وذكر أن ذلك يعني مزيداً من الموجات الحارة لعشرات ملايين الناس، وخسارة أكبر في التنوع البيولوجي، وتزايد شح الماء في بعض أكثر مناطق العالم انعداماً للاستقرار، والقضاء الكامل على الشعاب المرجانية.
ويُظهر التقرير أن الحد من ارتفاع الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية أمر ممكن، ولكنه يتطلب عملاً عاجلاً وأكثر طموحاً لتقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بمقدار النصف بحلول عام 2030، والقضاء عليها تماماً بحلول 2050.
وقال الأمين العام إن ذلك يتطلب أيضاً إدخال تغييرات على كل مجالات المجتمع، وخاصة في القطاعات الرئيسية مثل الأراضي والصناعة والطاقة والبناء والنقل والمدن.
وأضاف "بالتحديد يتعيّن علينا أن نوقف إزالة الغابات، وأن نغرس بلايين الأشجار، ونقلل بشكل هائل استخدام الوقود الأحفوري ونتوقف تدريجياً عن استخدام الفحم بحلول 2050، ونكثّف بناء محطات توليد الطاقة بالرياح والشمس، ونستثمر في الزراعة المستدامة الصديقة للبيئة، ونفكر في تكنولوجيات جديدة مثل احتجاز الكربون وتخزينه".
وأشار غوتيريش إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المقرر في بولندا في كانون الأول (ديسمبر)، وحثّ كل الدول على إنجاح المؤتمر والإنصات إلى نصح أبرز علماء العالم، ورفع سقف الطموحات، وتعزيز خطط العمل الوطنية في مجال المناخ بشكل عاجل، وتطبيق اتفاق باريس للمناخ.
واختتم الأمين العام بيانه بالتأكيد على ضرورة الارتقاء إلى مستوى التحدي، وفعل ما يطلبه العلم قبل فوات الأوان.