واشنطن ـ مصر اليوم
تحيي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" يوم 21 مارس الجاري اليوم العالمي للغابات والأشجار 2017 تحت شعار "الغابات والطاقة"، حيث تمتص الغابات والأشجار طاقة الشمس وتخزنها، من خلال تحويلها إلى خشب، مصدر الطاقة المتجددة الأكثر استخدامًا في العالم.
وبعد أن كنا نستخدم مصدر الطاقة هذا للطبخ ولتدفئة منازلنا منذ اكتشاف النار، فإن التطورات العلمية الحديثة تفتح آفاقا جديدة أمام استخدامات إضافية، مثل تحويل مخلفات الخشب إلى وقود حيوي سائل تزود به السيارات والطائرات. ويحافظ استخدام الخشب المقطوع من غابات تتم إدارتها على نحو مستدام، على التوازن للأجيال القادمة، ويضمن بقاء الخشب كوقود مستقبلا.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 67/200 في عام 2012، يوم 21 مارس للاحتفال باليوم العالمي للغابات؛ حيث يحتفل هذا اليوم بالغابات بشتى أنواعها وتجري التوعية بأهميتها.
وتشجع البلدان في كل يوم عالمي للغابات على بذل الجهود على المستويات المحلية والوطنية والدولية للاضطلاع بأنشطة خاصة بالغابات والأشجار، على غرار حملات غرس الأشجار، كما تختار الشراكة التعاونية في مجال الغابات موضوع كل يوم عالمي للغابات.
وتلعب الغابات دورًا مركزيًا في ظل ما يواجهه العالم من تحديات تغير المناخ ونقص الطعام وتحسين موارد الرزق لأعداد متنامية من السكان؛ إذ تستوعب الغابات نحو 15% من انبعاث الغازات الدفيئة في العالم وتوفر خدمات ضرورية لقطاعات الزراعة والطاقة والمياه والتعدين والنقل والتنمية الحضرية. وتساعد أيضا على الحفاظ على خصوبة التربة، وحماية مستجمعات المياه، والتقليل من مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية. وفي الوقت ذاته، فإن إزالة الغابات وتدهورها يسهمان إسهاما ضخما في انبعاثات غازات الدفيئة، وتتعرض كثير من غابات العالم الباقية لتهديدات متنامية بسبب الأنشطة البشرية وتغير المناخ.
ورغم أن وتيرة إزالة الغابات قد تراجعت في العالم منذ التسعينات، فمازالت مرتفعة إذ تبلغ نحو 13 مليون هكتار سنويا (إجمالا). ويعوض هذا بشكل جزئي زراعة الغابات، ما يجعل صافي الغطاء الحراجي المفقود 5.6 مليون هكتار سنويا وهي مساحة تعادل مساحة كوستاريكا. وما يُقدر بمليار هكتار من أراضي الغابات التي تضيع أو تتدهور كانت نوعيتها قابلة للاستعادة والإصلاح. وإذا تم إصلاح هذه الأراضي لتصبح أنظمة إيكولوجية منتجة وتؤدي وظائفها، فقد تساعد في تحسين معايش أهل الريف والأمن الغذائي وزيادة القدرة على الصمود تجاه تغير المناخ وتخفيف انبعاث الغازات الدفيئة، مع الحد من الضغوط على الغابات البكر.
ويمكن للأشجار الموجودة في أماكن استراتيجية في المناطق المدنية أن تبرد الهواء بما يتراوح بين 2 و8 درجة مئوية