صنعاء ـ وكالات
حذر سياسيون وناشطون في محافظة حضرموت اليمنية من كارثة بيئية بعد تمدد بقع المازوت الثقيل المتسرب من ناقلة نفطية جانحة قبالة شواطئ المكلا جنوبي شرقي البلاد، في حين أكد وزير يمني الاستعانة بخبرات قوات دولية لاحتواء التلوث. وقال أستاذ العلوم البيئية في جامعة حضرموت محمد الوادي إن المحافظة تعيش كارثة بيئية غير مسبوقة جراء جنوح باخرة تحمل شحنة من مادة المازوت تقدر بحوالي 4700 طن، وفشل كل الجهود لتفادي تسرب مادة المازوت إلى مياه البحر. وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن هناك تسرباً نفطياً كبيراً وأن الوضع ينذر بكارثة بيئية خطيرة إذا لم تقم السلطات اليمنية باتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة بالتواصل مع شركة دولية متخصصة لمعالجة هذا التلوث والحد من الأضرار الناجمة. وأوضح أن هناك حوالي خمسمائة صياد في مدينة المكلا توقفوا عن العمل جراء هذه الكارثة مع ازدياد تسرب النفط من الباخرة ووصول التلوث إلى سواحل منطقة بروم التي تبعد عن شواطئ المكلا بحوالي 69 كيلومترا. وتقدر كميات مادة المازوت التي تسربت من سفينة (شامبيون 1) التي جنحت الاثنين الماضي إلى شواطئ مدينة المكلا بسبب خلل فني بأكثر من ثلاثمائة طن. وبدأ فريق فني السبت الماضي شفط المادة إلى الناقلات حيث وصل حتى يوم أمس الأحد ما تم تفريغه إلى قرابة ألفي طن. مساعدة دولية وقال وزير النقل اليمني واعد باذيب في تصريح له عقب وصوله إلى حضرموت مساء أمس للاطلاع على الوضع، إن اتصالات أجريت مع قوات دولية للمساعدة في احتواء التلوث البحري. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن باذيب قوله إن هناك توجيهات من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بوضع خطط طوارئ وطنية والتنسيق لاحتواء التلوث، وأن التوجيهات تضمنت إلزام المؤسسات الوطنية للمشاركة في هذه الخطط. وقال وزير النقل إن التسرب حدث في مكان محصور وتمت السيطرة عليه، وإن الفرق تقوم بتشتيت هذه البقع، واعتبر أن ما حصل ليس بالتلوث المخيف. وكانت حادثة جنوح الناقلة قد قوبلت باستياء شعبي وانتقادات واسعة بحضرموت حيث شهدت مدينة المكلا عاصمة المحافظة اليومين الماضية وقفات ومظاهرات احتجاجية للتنديد بالتعاطي المتراخي مع الكارثة من قبل السلطات اليمنية. وقال الصحفي والناشط السياسي في حضرموت علي الكثيري إن هناك كارثة بيئية تهدد سواحل مدينة المكلا نتيجة لافتقار ميناء المدينة لأبسط الإمكانيات وفشل كل الجهود لتفادي تسرب مادة المازوت إلى مياه البحر. واعتبر في حديث للجزيرة نت أن ما حدث كان جريمة بكل المقاييس كون السفينة الجانحة متهالكة وسبق أن وجهت السلطات المحلية مذكرة للجهات المركزية ترفض فيها السماح للسفينة بالرسوء في ميناء المكلا، وفضلا عن أن السفينة مخصصة لشحن الزيوت النباتية وليس المشتقات النفطية فإن عمرها الافتراضي قد انتهى وتفتقر لكل مستلزمات السلامة الملاحية. اتهامات بالتخاذل من جهتها اتهمت منظمات مجتمع مدني وشخصيات اجتماعية وقانونية بحضرموت الحكومة اليمنية بالتخاذل وأعلنت تشكيل لجنة طوارئ شعبية وتنفيذ احتجاجات شعبية وهددت في بيان لها بالدعوة للزحف الشعبي باتجاه ميناء تصدير النفط بمنطقة الضبة -شرق المكلا- لإيقاف ضخ النفط وتصديره، في حال عدم قيام الحكومة بخطوات ملموسة لمعالجة التلوث. وقال رئيس لجنة الطوارئ الشعبية بحضرموت محمد العوادي إن مشكلة تسرب مادة المازوت من السفينة الجانحة لا تزال تتفاقم، وإن هناك تجاهلا من قبل السلطات المركزية في صنعاء لهذه المشكلة في ظل عدم وجود وحدة متخصصة لمكافحة التلوث البحري النفطي. وأشار في حديث للجزيرة نت مساء الأحد إلى أن تسريب المازوت وصل إلى أن حجم التلوث امتد إلى نحو ثلاثين كيلومترا في البحر وطالب الحكومة اليمنية بضرورة إحضار شركة بيئية مختصة تقيم الأضرار البيئية الناتجة عن هذا التلوث. وأوضح أن هناك فريقا مكلفا من قبل لجنة الطوارئ الشعبية بحضرموت لجمع حيثيات هذه الواقعة والمتسببين فيها والمتقاعسين عن احتوائها وتقديم هذه المعلومات إلى لجنة قانونيه لرفع دعوى قضائية ضد المتسببين والمتقاعسين في آن واحد.