الرباط - محمد التفراوتي
إكتشفت في المغرب أداة مصنوعة من العظام يعود تاريخها إلى 90 ألف سنة تم العثور عليها في مغارة دار السلطان 1، جنوب مدينة الرباط على بعد حوالي 260 متراً من الساحل الأطلسي المغربي، وذلك من قبل فريق دولي من الباحثين من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في الرباط، ومتحف التاريخ الطبيعي في لندن وجامعة أوكسفورد.
وتعتبر هذه الأداة العظمية من بين أقدم الأدوات المتخصصة التي استعملها الإنسان في تلك الحقبة لعدة أغراض، واختلف صنعها عن القطع الأثرية من نفس العمر التي تم اكتشافها في شرق وجنوب إفريقيا.
ويشير هذا الاكتشاف الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة والاتصال، والذي نشرت دراسته في المجلة الأميركية Plos One في 3 تشرين الأول (أكتوبر)، إلى ظهور هذه التقنيات في بشمال إفريقيا حوالي 45 ألف سنة قبل المجموعات البشرية لإنسان "النياندرثال" في أوروبا.
ويقدم هذا الاكتشاف معطيات جديدة عن الإدراك البشري، كما يبين أن هذا النوع من الأدوات ظهر على الأرجح لاستغلال الموارد البحرية استجابة للتغيرات في النظام الغذائي للإنسان خلال تلك الفترة المقدر تاريخها بـ 90 ألف سنة.
وبعد دراسة مستفيضة عن طريق المجهر الماسح الإلكتروني والتصوير الشعاعي الطبقي، استطاع الفريق العلمي الذي يشرف عليه عبد الجليل بوزوكار، أستاذ باحث في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، التوصل إلى أن الأداة تم صنعها من أضلع أحد الثدييات الكبيرة، وتم صقلها وشحذها لتأخذ شكل سكين طوله لا يتعدى 13 سنتيمتراً من خلال سلسلة معقدة من التعديلات. وتم تأريخ الطبقة التي تحتوي على هذه الأداة بـ 90 ألف سنة.
يذكر أن المجموعات البشرية التي استقرّت في موقع دار سلطان 1 خلال تلك الحقبة تسمى "العاتيرية"، وكان بمقدورها صنع أدوات أخرى بطرق معقدة وبمهارة عالية.