عقدت إدارة شؤون البيئة في محافظة شمال سيناء، الاثنين، جلسة استماع خاصة لمناقشة الأثر البيئي لإنشاء مدفن صحي في منطقة زارع، غرب قرية الميدان، في مركز العريش، لدفن النفايات الصحية فيه، إذ تم تكليف جهاز تعمير سيناء ممثلًا عن وزارة الإسكان بإعداد دراسة تقييم للأثر البيئي للمدفن، وكذلك تنفيذ أعمال الإنشاء حتى استلام المشروع.
وعقدت الجلسة في قاعة مؤتمرات نادي العريش الرياضي، في حضور رئيس مركز ومدينة العريش، المهندس محمد فهمي البيك، والباحث ومدير عام إدارة شؤون البيئة في المحافظة، جمال حلمي مصطفى، إلى جانب ممثلين عن جهاز تعمير سيناء، والجمعيات الأهلية، ومنظمات المجتمع المدني، وممثلين عن قيادات مركز ومدينة العريش.
وعرض منظمو الجلسة ملخص المشروع الذي يتضمن إنشاء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي لمدينة العريش، في منطقة زارع، غرب قرية الميدان، على مساحة 60 ألف متر مربع، تم التبرع بها وخصصتها المحافظة للمشروع، وإقامة مدفن صحي لدفن القمامة الناتجة عن مدينة العريش، بصورة آمنة ومطابقة لاشتراطات وقوانين البيئة ذات الصلة بأعمال المشروع.
وأعدت اللجنة العلمية في جمعية زارع للتنمية المستدامة، تقريرًا قدمه الأستاذ في جامعة سيناء، الدكتور نبيل الكسار، الذي أوضح خطورة إقامة المشروع في هذه المنطقة، بسبب السوائل والغازات والروائح الكريهة الناتجة عن المدفن، وما يسببه من ضوضاء وغبار وحرائق وجذب للحشرات والقوارض والحيوانات البرية، وأثر ذلك على الإنسان والأراضي المجاورة والنواحى الجمالية.
وأعلن الكسار رفضه إقامة المشروع في هذه المنطقة، لما يسببه من أضرار على القرية والقرى المجاورة، يمكن أن تؤدى إلى كارثة إنسانية، مشددًا على ضرورة توافر اشتراطات عدة في الموقع المختار لإقامة مثل هذا المشروع، ومنها، أن يكون منسجمًا مع استخدامات الأرض الحالية والمستقبلية في المنطقة، وأن يكون الوصول إليه سهلًا في جميع فصول السنة، وأن تتوافر فيه التربة الكافية لتغطية النفايات، وألا يتسبب في تلوث أي مصدر للمياه، وألا يضر بأية موارد طبيعية مهمة، وأن يكون مقبولًا من السكان المجاورين، وأن تكون مساحته كافية لاستيعاب النفايات المنتجة من المنطقة المخدومة، وأن يكون في عكس اتجاه الريح السائد في المنطقة، مطالبًا باسم أهالي قرية زارع الخير، وقف تنفيذ المشروع حفاظًا على البيئة وصحة سكان القرية.
وأشار رئيس مركز ومدينة العريش، المهندس محمد البيك، إلى أنه تم تخصيص 20 مليون جنيه جاهزة لتنفيذ المشروع، موضحًا أنه لن يقام في أي منطقة إلا بناءً على دراسات علمية من المتخصصين، وبما يضمن تلافي آثاره البيئية على المنطقة".