القاهرة-ندى أبو شادي
كما يلتقي المحيطان الأطلسي في مدينة «كيب تاون»، تلتقي السياحة والرياضة هناك أيضاً هذا العام، ويفتح منتجع «ون أند أونلي» ذراعيه مرحباً بزوّاره ومهلّلاً لهم! الفرحة فرحتان، فبالإضافة إلى السياح المقبلين للتمتع بجمال المدينة وطبيعتها الساحرة.
إطلالة آسرة
يقع منتجع «ون أند أونلي» العصري في واجهة «فكتوريا آند آلفريد» البحرية في «كيب تاون»، ويطلّ على المشهد البانورامي لجبال «التيبل» التي تظهر على شكل طاولة عملاقة، وقد امتدت إفريقيا تحتها بسهولها المترامية على مد النظر! ويشكّل هذا المنتجع أحدث منتجعات شركة «لكيرزنر» في جميع أرجاء العالم، افتتح في 3 أبريل (نيسان) 2009 في حفل حضره رئيس «دبي العالمية» ورئيس مجلس إدارة» كيرزنر انترناشيونال» ورئيسها التنفيذي. وشكلّ افتتاح «ون أند أونلي» بداية جديدة للتآزر بين الفن والضيافة في جنوب إفريقيا. وساهم فنانو العالم في تزيين هذا المنتجع بأعمالهم الفنية، والى جانبهم عمل يداً بيد فنّانو جنوب إفريقيا البارزون على تشكيل القطع النادرة ليتمّ توزيع ذلك الخليط الفني المقبل من كل العالم في جنبات المنتجع وفي تصميمه الداخلي وديكوراته وتسخير المشهد الثقافي للبلد، وأهم معالم «كيب تاون»، سواء التاريخية منها أو العصرية لتشكّل كلها كينونة المكان والذي شكل بدوره بيئة فريدة تلاقى فيها إبداع الفن والطبيعة.
لدى دخول «اللوبي»، تظهر على الفور تماثيل برونزية ثلاث للنحات والرسام ديبورا بيل ترمز للمكان وتعرّف به وتقف بفخر حارسة له، وباعثة شعوراً خاصاً لدى الزائر الذي يجد نفسه يغرق في شاعرية الطبيعة وروح الأساطير والتاريخ. كيف لا وقد بني المنتجع ليشكل علامة فارقة في صناعة الضيافة الفاخرة عبر عوامل الجذب العديدة التي يزخر بها، حيث يقع في واحدة من أكثر مناطق العالم جمالاً وجذباً وسحراً، وغايته الأولى الاهتمام بأدقّ حاجات زواره ورفاهيتهم.
مطاعم عالمية
يحتوي هذا المنتجع مطعم «نوبو» أول مطاعم سلسلة «نوبو» اليابانية في إفريقيا، والحائزة على نجمة «ميشلان». وفي داخله، يستمتع الزوّار بأشهى الأطباق ذات النكهات القارية المميزة، مع لمسة سحرية من فنون مشاهير الطهاة في العالم كجوردون رامزي. وفي هذا المطعم الياباني الكلاسيكي ذي اللمسة المعاصرة والذي يتسع لـ 170 زائراً، ينغمس عشّاق النكهات في متعة تذوق المأكولات البحرية الطازجة مع التوابل الإفريقية وأطباق الشواء والصلصة والحلويات الشهية والمشروبات الساخنة والباردة بأنواعها.
أما في «إيزولا»، المطعم العصري الواقع قرب حوض السباحة، فيستطيع الزوّار التمتع بمزيد من الراحة والنكهات المميزة، حيث تمتزج نكهات مطبخ البحر الأبيض المتوسط مع مطبخ جنوب إفريقيا، وتقدم البيتزا والمأكولات البحرية المشوية، والسلطات والمعكرونة وصنوف شهية أخرى.
وللباحثين عن الاسترخاء، وجد مطعم «فيستا» حيث يلتقي الضيوف للتمتع بالمشهد البانورامي للمدينة الغافية قبالة الجبال، ويستمتعون في الوقت نفسه بفطور إفريقي ومجموعة مختارة من الوجبات الخفيفة على مدار اليوم، إضافة الى شاي ما بعد الظهر ولائحة الخيارات المرافقة. ويظهر في المساء الكوكتيل والمشروبات والوجبات التي تعبق بالتوابل. ويتمّ تقديم هذه الأطباق بشكل تقليدي يعبّر عن روح الضيافة التي تتمتع بها المنطقة.
جلسات العلاج والعناية بالجسم SPA
يتضمن المنتجع 12 قاعة «سبا» مع أجنحة خاصّة ومنعزلة للباحثين عن مزيد من الخصوصية، وهناك اثنان من حمّامات السباحة وقاعات «الساونا» والبخار و«مركز باستيان كونزاليز للعناية باليدين والقدمين والتجميل»، إضافة الى مركز الرشاقة وقاعات واسعة لليوغا والتأمل. ويوفر المنتجع مجموعة شاملة من الخدمات الفاخرة والنشاطات الترفيهية مثل رحلات السفاري على الشواطئ البكر لاستكشاف المنطقة ذات الشهرة العالمية.
أماكن إقامة فارهة
وللنزلاء الباحثين عن الخصوصية، توجد أماكن إقامة راقية بطابقين وبمساحة 800 متر مربع. وتحوي أربع غرف نوم بمصاعد خاصة و«تراس» واسع مع حمام سباحة، وهي تعبير حقيقي عن الحياة الفاخرة في جنوب أفريقيا. وتقع هذه الأجنحة في الطابقين العلويين من المنتجع. وبذا، يتمتع الزائر بمشاهد البحر وجبال «التيبل» وجزيرة «روبن» حيث قضى نيلسون مانديلا سنوات سجنه الطويلة، لتتحوّل الجزيرة في ما بعد الى مكان يقصده السيّاح. ويتمتّع النزلاء بمجموعة واسعة من الخدمات الشخصية من المنتجع، بما في ذلك الخدم ومدبرة المنزل ووصول سهل للمنتجع الصحي ومركز اللياقة البدنية، إضافة لمطعم «نوبو» الياباني الشهير. وعلى الجزيرة الخضراء المجاورة يتوزع 40 جناحاً من أجنحة المنتجع، تطل كلّها على المناظر الطبيعية الآخاذة في المرسى، حيث توفر هذه الأجنحة الخاصّة سهولة الوصول لأهم المناطق في المنتجع، وهي أجنحة كبيرة مساحة كل منها 63 متراً مربعاً كحد أدنى، مع شرفة خاصة لكل منها. أمّا منطقة حمام السباحة الرئيسي فقد تم وضعها على جزيرة خاصة ترتبط مع المنتجع بجسور، وتقع على مساحة 350 متراً مربعاً، وتحيط بها أماكن لحمامات الشمس والاسترخاء.
«كيب تاون»: التاريخ وروح العصر
»كيب تاون» عاصمة جنوب إفريقيا التشريعية وأقدم مدنها، تجمع بين القديم وروح العصر عبر أبراجها الحديثة الشاهقة وأبنيتها التاريخية التي تضفي على المدينة طابعاً خاصاً، مما يجعلها وجهة سياحية جاذبة لكل من يهوى جمال الطبيعة الآسرة والتمتع بنفحات التاريخ وروح العصر المتجددة. وقد بدأت هذه المدينة تحقّق وجوداً على خارطة السياحة الدولية، وسيجد السياح فيها كل ما يحتاجونه من مطاعم ومجمعات تجارية وأماكن ترفيهية، وسيستمتعون بشواطئها التي تعتبر أهم ما يميز المدينة المخضرمة حيث تقع على ضفاف المحيط الأطلسي والهندي، علماً أنّه يقال عن شواطئها أنها من أجمل شواطئ العالم، خصوصاً شاطئ الساحل الأطلسي وخليج كامبس الذي يبعد 15 دقيقة عن مركز المدينة، لذا يكثر فيه السياح بشكل كبير.
وتعتبر واجهة «ألفريد» البحرية من أكثر المعالم السياحية حركة ونشاطاً، حيث تكثر فيها المقاهي والمطاعم وأماكن التسوق والترفيه، إضافة الى المكاتب والفنادق العالمية الفخمة والشقق الفاخرة وميناء الصيد. وتستقطب الواجهة البحرية أكثر من 22 مليون زائر سنوياً، لتكون بذلك المشروع العقاري الأول من الناحية التسويقية في إفريقيا.
وهناك على الشريط الصخري وحيث يلتقي المحيطان الأطلسي والهندي الهائلان، تقع المنطقة التي أطلق عليها سابقاً اسم «رأس الرجاء الصالح» والتي أدى اكتشافها في نهاية القرن الخامس عشر إلى إحداث تغيير خريطة التجارة الدولية، وبقي الجدل دائراً حول اسم مكتشفها إلى وقت ليس بالبعيد