الفتور العاطفي بين العرسان

أجمل أيام تعيشها المرأة في حياتها عندما يبدأ الحب والعلاقة الرومانسية بينها وبين الزوج، والتي تبدأ من أيام الخطوبة التي تسودها الرومانسية والحب، الذي لا ينتهي ويجعل المرأة تعيش في جو من الأحلام الوردية حتى تدخل منزل الزوجية، فمع انتهاء مراسم الزفاف والعرس وبداية شهر العسل تبني العروس أحلاماً بأنها ستعيش في منزل مليء بالاهتمام والرومانسية والحب الذي لا يتوقف من قبل الزوج، ولكن قد تصدم بعض الزوجات بانقضاء اهتمام الزوج سريعاً وانتهاء اللحظات الجميلة بكل تفاصيلها، فيجدن الاهتمام والحب الذي كان يقدمه الزوج قد زال وتحول إلى فتور ولا مبالاة، فيعانين من تهميش أزواجهن لهن وعدم الاهتمام بهن، ما قد يؤدي إلى فتور العلاقة فيما بينهم.

يقول الأخصائي النفسي والمستشار في العلاقات الأسرية خالد بن رزيق بن مرزوق القرشي: "ما تقابله الزوجة من فتور وتهميش في بداية الزواج يأتي من عدم الوعي الكافي باحتياجات كل طرف، فالزوج يلبي احتياجات زوجته وفق ما يريد هو لا ما تريد الزوجة، فضلاً عن أن بعض الأزواج يرون أن هذا الفعل ليس من ضرورات واحتياجات الزوجة، لذلك يجب التوعية الكافية قبل الزواج باحتياجات كل طرف والطريقة الصحيحة لإشباعها".

• المفاهيم الخاطئة أهم أسباب الفتور
يشير القرشي إلى أن الأسباب كثيرة ومتعددة، ومن أهمها: عدم القدرة على كسر حاجز الحياء، فيحبس الكثير من الأزواج مشاعرهم ولا يجدون الإعانة من زوجاتهم لذات السبب، وكثيراً ما تشتكي الزوجات من ذلك مع أن الزوج مميز في بقية جوانب الحياة الأسرية، كما أن هناك بعض القيود المجتمعية الخاطئة التي تجعل من الزوج الذي يعطي أولوية كبرى من اهتمامه بزوجته مثاراً للسخرية والتهكم، فيحجم الكثير من الأزواج خوفاً من ذلك.
ويؤكد المستشار الأسري خالد رزيق أن اهتمام الزوجة بزوجها يكسر حاجز التهميش، فيجب على الزوجة أن تشعره بأنها فخورة به ومعجبة بشخصيته ومقدرة لكل ما يقوم به من جهد في سبيل إسعادها، ومتى ما شعر الزوج بأنه محل تقدير سواء في شكله ومظهره أو أخلاقه أو عمله أو عطائه عندها يشعر أن كل ما يقدمه هو محل تقدير، فينتج عن ذلك الاهتمام والرعاية الذي كثيراً ما تبحث عنه الزوجات بطرق تبعد المسافة بينهما.

• سلبيات الفتور العاطفي
أهم سلبيات الفتور العاطفي بين الزوجين أنه يحول الحياة الزوجية من الجمال والأنس والسعادة إلى حياة مملة ورتيبة ولا تنبض، والجيل الذي ينشأ في هذه الأسر سيكون نموه النفسي مشوهاً؛ لأنه افتقد أهم مقوماته، فعند فقدان العاطفة داخل أسوار المنزل ربما يتم البحث عنه خارج أسواره، وهذا من أخطر مهددات الأسرة.

• 4 نصائح للمتزوجين حديثاً لتفادي تلك الأزمة
أولاً: يجب على الزوجة المتزوجة حديثاً ألا تترك الأمور تزيد عن حدها وتتعامل هي الأخرى بسلبية أو تقوم بتهميش الزوج من باب المعاملة بالمثل أو ضيق التصرف، بل يجب عليها أن تكون واعية، وأن تعلم خصائص وطبيعة كل طرف وأهم الفروق بينهما، فلكل طرف طريقته في إشباع الاحتياجات تختلف شكلاً ومضموناً عن الطرف الآخر.

ثانياً: من الضروري أن يكون هناك بعض التجديد المستمر لنمطية الحياة الزوجية كالسفر والهدايا والمفاجآت السعيدة، فالرتابة هي أهم سبب يقضي على جمال الحياة العاطفية بين الزوجين.

ثالثاً: يؤدي الحياء المبالغ فيه أو العادات غير الصحية في التعبير عن المشاعر وتلبية احتياجات شريك الحياة إلى جفاف وتصحر في العلاقة الزوجية.

رابعاً: المشاركة الوجدانية وإتاحة الفرصة لذلك سواء كانت مشاركة فرح أو حزن بحيث يصبح كل طرف هو المكان الأجمل لشريك حياته، فيبوح له بلحظات فرحه، ويشكو إليه لحظات ألمه وتوجعه، فيجد الزوجان أنهما أصبحا شخصاً واحداً يعرف كل منهما اهتمام الآخر وأموره، فتقوى العلاقة الزوجية بينهما.