العلاقة الحميمة

العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة من أشد العلاقات حساسية وتتأثر كثيرا بأي تغييرات أو اختلالات في وظائف الجسم، مسببة زيادة أو ضعف في الشعور بالرغبة والإثارة الجنسية لدى الزوجين.

من أبرز الأمور أو الأمراض الجسدية التي تؤثر كثيرًا على الرغبة الجنسية هي حدوث بعض الاضطرابات في الغدة الدرقية، نظرا لأن الغدة الدرقية واحدة من أهم الغدد الصماء الموجودة بالجسم، فهي تؤثر على كل خلية من خلايا الجسم، وعند حدوث أي خلل بالهرمونات التي تفرزها فإنها تؤثر سلبيا على جسم الإنسان والتي من أهمها العلاقة الحميمة. وهذا طبقا لما أشارت به العديد من الدراسات العلمية الحديثة.

حيث كشفت الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية عن مدى تأثير الغدة الدرقية على العلاقة الحميمة والشعور بالرغبة الجنسية. ومن أبرزها دراسة إيطالية أثبتت أن الاضطرابات التي تصيب الغدة الدرقية سواء كانت قصور في نشاطها الوظيفي أو الإفراط في كثرة انتاج هرموناتها، فإنها بذلك تؤثر بشكل كبير على أداء العلاقة الحميمة والإحساس بالرغبة والإثارة الجنسية. وأوضحت الدراسة أنه إذا كان المريض يعاني من قصور في الغدة الدرقية فإنه بذلك يتعرض للإصابة بالضعف والهزل الجنسي، أما إذا كان المريض يعاني من الإفراط في الغدة الدرقية فتزداد الرغبة والشهوة الجنسية لديه بشكل كبير جدا، في حين أنه يمكن أن يضعف الرغبة الجنسية أيضاً، هذا إلى جانب الأعراض الصحية الأخرى.

تؤدي اضطرابات وخلل الغدة الدرقية إلى انخفاض الرغبة الجنسية بنسبة 64% إذا كان المريض يعاني من قصور في نشاط الغدة، بينما إذا كان المريض يعاني من فرط في نشاط الغدة الدرقية، فقد يحدث انخفاض الرغبة الجنسيّة عند الرجال بنسبة 18%. ومرضى ضعف الغدة الدرقية هم من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة 64%. بينما مرضى فرط الغدة الدرقية يعانون من ضعف القدرة على الانتصاب 3%. وفرط النشاط في الغدة الدرقية يجعلون الرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض القذف المبكر بنسبة 50%، ونسبة 7% عند الرجال المصابين بمرض قصور نشاط الغدة الدرقية. أما مرض تأخر القذف فيعاني منه الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية بنسبة 64%، في حين مرضى فرط الغدة الدرقية بحوالي 15%.

بينما أظهرت دراسات علمية أخرى أنه في حالة حدوث اضطرابات في الغدة الدرقية، فتصيب النساء بالعجز والضعف الجنسي نظرًا لوجود علاقة معقدة وهامة مع وظيفة هرمون الجنس والتوازن الهرموني للغدة الدرقية. ونتيجة لذلك فإن الخلل الذي يحدث في الغدة الدرقية سواء كان قلة أو زيادة انتاج الهرمونات في الجسم، فإنها تؤثر بشكل سلبي على الجانب الهرموني، والجانب الصحي للمرأة، والجانب الجنسي مما يؤدي إلى إصابتها بتراجع كبير في الرغبة الجنسية والضعف الجنسي.

لذلك ينصح الباحثون والعلماء بضرورة معالجة مرض الغدة الدرقية سواء كان هناك قصور أو افراط في نشاطها وإفرازها للهرمونات، وذلك من خلال تناول العلاج والأدوية والمتابعة المستمرة مع الطبيب. حتى تنتظم معدلات هرمونات الجسم، وينعكس الأمر بعد ذلك بشكل إيجابي على الصحة الجنسية لدى الرجل والمرأة، وعلاج الضعف الجنسي لديهم.