العلاقة الحميمة الناجحة

إن الهاجس الأول الذي يهدم أركان الحياة الزوجية وينغصها، بل ويدفع بها في أحيان كثيرة إلى طريق مسدود هو قلة التواصل أو انعدامه بين الزوجين. إذ أن التواصل والحوار هو أساس أي استمرار للحياة بين الزوجين، حيث أنه الوسيلة التي تمكن كل واحد من فهم احتياجات الآخر واستيعاب أفعاله. وهكذا تصير الحياة الزوجية كتابا مفتوحا وشفافا، يمكن للطرفين تصفحه مما يساعد على تفادي الشجار والصراع.

يجب على الزوجين العمل معا على محاربة الروتين والملل وصد أبواب حياتهما تجاهه، كما ينبغي لهما ألا يدعا مجالا للانزعاج أو التضايق ليعبث بحياتهما..
صارحي زوجك بكل مايضايقك منه :

لا تتواني لحظة في مصارحة زوجك ومناقشته عندما يضايقك تصرفه أو كلامه أو حتى طريقة تعامله بل إنك يجب أن تتحدثي معه أيضا إذا كنت تعانين من ضيق في فراش الزوجية.. لا تٌسَوفي وتنتظري أن يطال التغيير ما لا يروق لك في شخصية زوجك لأن زمن العصا السحرية والتعويذات الخرافية قد ولى، وستظلين تعانين في صمت ما لم تكسري حاجز التردد وتفاتحي شريك حياتك في المواضيع التي تقلقك.
الحوار هو المفتاح لاستمرار نجاح حياتك الزوجية واستمتاعك بعلاقتك الحميمة :

لا يجب أن تتذرعي بالخجل لتبرير عدم استطاعتك الكلام مع زوجك حول علاقاتكما الجنسية. إذا كان هنالك أمر يعجبك ولا يقوم به شريكك أو على العكس من ذلك، كان يقوم بحركات لا تنال رضاك فعليك أن تطرحي هذه الأمور على طاولة النقاش بينكما لتحاولا أن تجدا حلولا مناسبة، ومن يدري قد يخبرك أيضا بأمور أخرى لم يجد الوقت المناسب ليطلعك عليها, إذن عليكما أن تخلقا هذا "الوقت المناسب"، خصصا وقتا مناسبا وناقشا فيه كل هاته الأمور
 
ويجب عليك أن تقدمي على طلب النقاش والحوار قبل أن تستفحل الوضعية بينكما وتتحول من التضايق إلى الامتعاض، فمن شأن هذا أن يزيد الأمور سوء وحدة. اتخذي الخطوة ما دامت الأمور قابلة للإصلاح، ولا تعتقدي أنه ما دمت تحظين بلحظات من المتعة، فإن الشعور بالضيق والملل سيختفي، لأن اختفاءه مشروط بانتفاء أسبابه وهو ما يمكن توضيحه والعمل عليه يوميا بالنقاش والحوار البناء.
إذا كنت خائفة من التحدث معه مباشرة، يمكنك طلب المشورة ممن تثقين بهم :

اختلطت الأمور في ذهنك وتكاثرت لكنك لم تستطيعي أن تكسري الحاجز وتتحدثين مع زوجك بشأن هذه الأمور؟ إذن، يمكنك الاستعانة بمن تثقين بهم من المعارف والأصدقاء. يجب التركيز على أن الثقة والأمانة شرطين ضروريين في الشخص للإقدام على هذه الخطوة، حيث أنك ستناقشين معه أمورا حساسة، كما أنه من المستحسن أن يكون الشخص الذي نستشيره متزوجا لكي يكون الحوار بناء.
 
سيساعدك النقاش والحوار حول هذه الأمور من وضع النقاط فوق الحروف. لا يتوجب عليك الخوض في كل الجزئيات وكل التفاصيل، فالهدف من هذا الأمر هو تفريغ المشكل من داخلك إلى الخارج حيث يمكنك التعامل معه بشكل أفضل، ويمكنك اكتشاف جوانب أخرى لم تنتبهي إليها من قبل لأنك حبست الأمر في داخلك..
قررت أخيراً مفاتحته في الأمر، عليك إذن اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب:

حسنا، استطعت أخيرا من أن تقرري الحوار مع شريك حياتك حول ملاحظاتك عن الحياة الجنسية. لتجنب أي رد فعل سلبي، عليك أولا وقبل كل شيء ألا تفاتحيه في الأمر في غرفة النوم، اختاري مكانا آخر بعيدا عنها. 

أيضا تجنبي الخوض مباشرة في المشكل، ابدئي أولا بالحديث عن الأوقات الممتعة التي تقضيها معه، واذكري بعض اللحظات الجميلة التي عشتماها معا. تحدثي أيضا عن الأمور التي تشعرك بالمتعة واللذة عندما يقوم بها ثم لمحي له عن ما يضايقك بإشارات غير مباشرة وغير حادة..
وهكذا، سيفضي بعضكما إلى البعض الآخر، ويشرع كل قلب بابه مستقبلا الطرف الآخر ومرحبا به. من شأن هذه الأمور أن تساعدك على تفادي مشاكل سوء التفاهم التي يمكنها أن تقع. 

إن الحوار والنقاش هما ركيزة أساسية ليظل الحب بمختلف أشكاله وتعابيره مصدرا للفرح ومنبعا للسرور، ومجالا لا ينتهي من اللذة والمتعة. كما أن النقاش الهادئ والبناء الذي يرتكز على التفاهم المتبادل من الطرفين سيشكل سدا منيعا ضد كل الخلافات والمشاكل التي يمكنها أن تطرأ فيما بعد.