منتخب نيوزيلندا لـ"الرغبي"

شهد ملعب "تويكنهام" اللقاء النهائي في بطولة كأس العالم لـ"الرغبي"، الذي أقيم بين منتخبي أستراليا ونيوزيلندا. وبيّن محللون أنه من المتوقع أن يكون النهائي الأخير لبعض اللاعبين مثل ريتشي مكاو ومغانونو وكونراد سميث وكذلك اللاعب البارز دان كارتر، إذ يتجه هؤلاء نحو اعتزال اللعبة بعد مشوار طويل حافل بالإنجازات.

وتمكن منتخب نيوزيلندا من تحقيق الانتصار على الرغم من صلابة دفاع نظيره الأسترالي الذي عدل النتيجة بعد أن كانت تشير إلى تقدم منافسه 21 – 3 ليقترب الفارق إلى أربع نقاط ويقترب منتخب أستراليا من تحقيق عودة تاريخية في رياضة "الرغبي". ولكن اللاعب كارتر الذي دائمًا ما يصنع الفارق أعاد الصحوة مرة أخرى إلى منتخب نيوزيلندا في الدقائق الأخيرة من المباراة ليتسع الفارق إلى عشر نقاط ويعبر بالفريق نحو الفوز.

وبعد تحقيق الفوز أصبح منتخب نيوزيلندا، أول فريق يحتفظ بكأس "ويب إليس" ويحصد لقب البطولة للمرة الثالثة. كما كانت أيضاً المرة الأولى التي يفوز فيها الفريق بالبطولة خارج أرضه، بينما يعد الفوز ببطولة كأس العالم لـ"الرغبي" الأول بالنسبة إلى كارتر. 

وابتعد اللاعب البارز عن المشاركة مع الفريق قبل أربع سنوات جراء الإصابة التي كان يعاني منها، وتخلف عن المشاركة في فوز منتخب نيوزيلندا باللقب على أرضه. 

وبالنظر إلى أنها كانت الفرصة الأخيرة لكارتر من أجل الفوز باللقب، نجح في تقديم أداء رائع
وأحرز 19 نقطة، الأمر الذي ربما كان سبباً في قيام الأمير هاري بمعانقة اللاعب على المنصة قبل تقديم كأس البطولة.

وأصبح منتخب إنكلترا هو أول فريق مستضيف للبطولة يخرج من المنافسة، على أن ذلك الخروج المبكر لم يكن له أي تأثير على شكل البطولة التي عززت من صورة اتحاد "الرغبي" في أنحاء العالم. حيث كانت هناك لحظات رائعة منها الفوز المذهل لليابان على جنوب أفريقيا على ملعب "برايتون" وكذلك الأداء القتالي من لاعبي منتخب أستراليا أمام "ويلز" على ملعب تويكنهام في المجموعة ذاتها.

ويعد منتخب الأرجنتين أيضاً واحداً من الفرق التي وصلت إلى الدور نصف النهائي بعد الفوز الرائع على أيرلندا في ربع النهائي خلال مباراة شهدت عودة مثيرة لمنتخب الأرجنتين في النتيجة.

ويعتبر منتخب نيوزيلندا الأفضل في البطولة دون شك، بعد تقديم اللاعبين الأداء القوي طوال مشوارهم حتى الفوز باللقب متجاوزين منافسيهم وهم يتمتعون بروح قتالية ومهارات كبيرة ظهرت خلال اللقاء الذي جمعهم مع لاعبي منتخب جنوب أفريقيا في نصف النهائي حينما تمكن الفريق من الحفاظ  على تقدمه بفارق نقطتين قبل 11 دقيقة من نهاية المباراة دون التعرض لأي تهديد من جانب الفريق الآخر.

وشهدت المباراة النهائية حالة من التوتر منذ البداية في ظل استحواذ من جانب الفريق النيوزيلندي على اللقاء مع وجود التحامات قوية أصيب على إثرها كارتر، ولكنه واصل اللقاء على الرغم من حاجته إلى تلقي العلاج.

وشارك كارتر الذي وقع عقداً مدته ثلاث سنوات مع فريق "ريسينغ مترو" في فرنسا في تقدم فريقه في النتيجة بمساعدة اللاعبين كونراد سميث وآرون سميث وكذلك مكاو و ميلنر بحيث لم يستطع منتخب أستراليا احتواء الهجوم. ومع المحاولات من جانب أستراليا والنجاح في تقليل الفارق، جاء الفوز في النهاية من نصيب منتخب نيوزيلندا.