القاهرة - محمد عبد الحميد
ودّع منتخب مصر للكرة الطائرة بطولة العالم للشباب تحت 23 عامًا، من الباب الضيق، حيث أنهى مشواره في المسابقة عبر احتلال المركز الخامس في المجموعة الأولى، بعد فوز وحيد على الإمارات، وأربع هزائم أمام: إيطاليا وكوبا وكوريا وإيران، وجاء في المركز التاسع في البطولة عمومًا بين 12 منتخبا، في نتيجة كان من الممكن الوصول إلى أفضل منها لولا الظروف الصعبة التي مر فيها الفريق قبل البطولة، ثم بعض السلبيات التي وقع فيها خلال مجريات البطولة التي أدت إلى الخروج من الدور الأول.
وكان منتخب مصر، خسر مباراته الأخيرة أمام إيران 3-2 بعد نتائج الأشواط: 25-17 و22-25 و25-12 و24-26 و15-9 عقب أداء قوي؛ ولكن أدى ارتباك اللاعبين في اللحظات الحرجة إلى ضياع النقاط الحسابية في كل شوط التي أدت إلى الخسارة.
وانتهى الدور الأول، بتصدر كوبا المجموعة الأولى بعد الفوز الدراماتيكي على إيطاليا: 3-2 عقب أن كان "الأزوي" متقدما 2-0 وجاءت إيطاليا في المركز الثاني ثم إيران الثالث وكوريا رابعًا ومصر في المركز الخامس ثم الإمارات منظم البطولة في المركز السادس والأخير.
أما المجموعة الثانية التي كانت ساخنة للغاية، فانتهت بتصدر روسيا بعد الفوز في كل مبارياتها الخمس بينما تساوت تركيا والبرازيل والأرجنتين في رصيد ثلاثة انتصارات وخسارتين وتفوقت تركيا على البرازيل بفارق شوط واحد لتحتل المركز الثاني والبرازيل الثالث والأرجنتين الرابع، ثم جاءت تونس خامسًا والمكسيك في المركز السادس والأخير.
وبعد هذه النتائح تأهلت كوبا وإيطاليا وروسيا وتركيا كأول وثان للمجموعتين إلى المربع الذهبي ثم تأهلت إيران وكوريا والبرازيل والأرجنتين إلى اللعب على المراكز من الخامس حتى الثامن، بينما خرجت منتخبات مصر والإمارات وتونس والمكسيك من البطولة.
وعودة إلى خروج منتخب مصر من البطولة؛ فإنها تأتي لأسباب عدة، على رأسها ضعف الإعداد قبل البطولة حيث لم يلعب الفريق أي مباراة ودية قبل البطولة سوى مع منتخب الناشئين الذي خاض بطولة العالم في الأرجنتين، الأسبوع الماضي، ومع منتخب الكبار الثاني الذي يستعد لدورة الألعاب الأفريقية في الكونغو، وبالتالي لم يحتك مع أي مدرسة من مدارس اللعبة الأخرى.
كما أنّه شارك في البطولة عبر فريق كامل للاعبين تحت 21 عامًا، عدا اللاعب أحمد سعيد، في بطولة تحت 23 عامًا، ما يعني أن الفريق لعب بسن أقل عامين عن باقي الفرق، عنصر يفرق كثيرًا في مراحل الناشئين من حيث الخبرات والقوة البدنية، وكان الهدف من ذلك استعداد هؤلاء اللاعبين لبطولة العالم تحت 21 عامًا التي تنظم في الكسيك الشهر المقبل.
ويعد أمرًا غريبًا أن يتم التعامل بإستراتيجية الاستعداد لبطولة عالم من خلال بطولة عالم ثانية، ويتأثر هذا الفريق بدنيا قبل المشاركة في بطولة المكسيك، وكان الأجدر أنّ يستعد الاتحاد المصري للكرة الطائرة للبطولة من خلال فريق آخر من لاعبين أكبر سنًا حتى لا يحدث هذا التضارب.
واتضح خلال البطولة، أنّ اللاعبين غير منسجمين وكان من الصعب على مدير فني أجنبي البولندي غريغوري رايس أن يتعامل مع الموقف مثلما يتعامل المدرب المصري نفسيًا وخصوصًا أنّه عاد إلى مصر قبل شهرين فقط من البطولة، كما ظهر جليا ضعف الروح القتالية لدى اللاعبين، الأمر الذي تسبب في الخسارة أمام كوريا وإيران خصوصًا، وكان الفوزعلى أحدهما كفيل للمنافسة على المراكز من الخامس إلى الثامن.
وأخيرًا أدى تنعدام الخبرة للجوء إلى اللعب على ضاربي مركز 4، وخصوصًا أحمد سعيد في الوقت الحساس للمباراة، فكانت الفرق المنافسة تدرك ذلك وتحكم حائط الصد أمامه، وكانت مباراتي كوريا وإيران خير دليل على ذلك، حينما نجح لاعبو حائط الصد في الضرب السريع من مركز 3، لحكم فارق الطول، وعلى الرغم من ذلك لم يتم استغلال هذا التفوق بسبب إصرار صانعي اللعب على الإعداد لمركز 4.