القاهرة - محمد عبد الحميد
تمر الكرة الطائرة المصرية في أزهى فتراتها، خلال الأعوام الأخيرة، بعد حصد إنجازات عدة، والفوز الأخير في بطولة كأس الأمم الأفريقية في القاهرة والتأهل إلى كأس العالم في اليابان؛ ليتوج خلال 10 أشهر فقط، بطلًا لتسعة ألقاب قارية وعالمية، وتلعب منتخبات مصر المختلفة في ثماني بطولات دولية لتسجل إنجازًا غير مسبوق.
وتأتي الإنجازات الأخيرة، ثمرة للتعاون الوثيق بين الاتحاد المصري برئاسة رئيس اللجنة المؤقتة الدكتور فؤاد عبد السلام مع الاتحاد الأفريقي للكرة الطائرة برئاسة نائب رئيس الاتحاد الدولي الدكتور عمرو علواني، التعاون الذي كان مفقودًا تمامًا في عهد الاتحاد السابق المنحل، ما تسبب في تراجع شديد لكرة الطائرة المصرية محليًا ودوليًا قبل أن تتوج بالإنجازات تباعًا خلال أقل من عام.
وبدأ الاتحاد المؤقت رحلته من خلال المشاركة في ست بطولات للمراحل السنية، بعد أن زادت هذا العام بدلًا من أربعة فقط كانت تنظم في السابق، واستطاعت المنتخبات المصرية الفوز في خمس بطولات من الستة: الآنسات تحت 18و20 و23 والناشئين تحت 19 و21، واحتلت المركز الثاني في بطولة واحدة: الشباب تحت 23 عامًا؛ ولكن المنتخبات الستة تأهلت جميعًا إلى بطولات العالم التي تجرى خلال آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر من هذا العام، أي أن نسبة التأهل إلى بطولات العالم وصلت لـ 100 %.
سيطرة على بطولات الأندية
وفي آذار/ مارس وإبريل خاضت الأندية المصرية بطولتي أفريقيا للأندية رجال وسيدات اللتين استضافتهما تونس ومصر على التوالي، ونجح النادي "الأهلي" في الفوز بالبطولتين ليتوج بكأس بطولة الرجال في عقر دار أعتى المنافسين تونس، ويحصل على اللقب رقم 11 محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا، وفي البطولة نفسها، احتل "سموحة" المركز الرابع خلال أول مشاركة في تاريخه.
وفي القاهرة، حصلت آنسات "الأهلي" على اللقب الأفريقي الأول لمصر منذ ستة أعوام، واللقب السابع لـ"الأهلي" تاريخيًا ليعادل الرقم القياسي المسجل لـ"خطوط الأنابيب" الكيني، فيما استطاع نادي "الشمس" الذي شارك في البطولة نفسها احتلال المركز الرابع، كما تأهل "الأهلي" إلى كأس العالم للأندية في البرازيل التي تجرى في تشرين الثاني/أكتوبر المقبل، بينما لم يكن هناك مقعد لأفريقيا في بطولة العالم للسيدات.
عودة المنتخب الأول
وشهد العامين الماضيين، تراجعا نسبيا في مستوى منتخب مصر الأول رجال وسيدات، وكان لابد من العودة بقوة إلى السيادة القارية وخصوصًا بعد المشاركة السلبية لمنتخب مصر في بطولة العالم الأخيرة في بولندا 2014 التي لم يحقق خلالها أي فوز واحتل مع المنتخبات الأفريقية الأخرى المراكز الأخيرة.
وتعاقد الاتحاد المصري مع الإيطالي فيرغوني ومساعده نهاد شحاته الذي كان لأعوام عدة أحد نجوم منتخب مصر، واستطاع أن يعيد الثقة للاعبين وخصوصًا أن المنتخب الأول يمر في مرحلة تغيير الجلد وأصبح مزيجا من الخبرات أمثال: عبد الله عبد السلام وأحمد صلاح ومحمد عبد المنعم والليبرو محمد معوض، واللاعبين الصاعدين المقبلين بقوة مثل: عبد الحليم وأحمد عادل وأحمد سعيد وعمر نجيب الشهير بتايسون وجيل الوسط بقيادة محمد الحسيني وأحمد قطب وحسام يوسف وممدوح عبد المنعم.
وأهم ما فعله الجهاز، كان صهر كل هذه القدرات في بوتقة واحدة؛ لتكوين فريق جديد قوي، نجح في الفوز بكأس الأمم الأفريقية عن جدارة، وفاز على الجميع، من ضمنهم المنافس الأكبر تونس في المباراة النهائية التي كانت مباراة من جانب واحد لصالح منتخب مصر.
وحقق المدرب المساعد نهاد شحاته خصوصًا عددا من الإنجازات، حيث حصل على لقب بطولة أفريقيا للشباب تحت 19 عاما في تونس والشباب تحت 21 عاما في القاهرة؛ ليضيف لهما كأس الأمم الأفريقية للكبار ويقود ثلاثة منتخبات مختلفة إلى المونديال، وبالقيادة الفنية الجديدة، استطاع المنتخب الأول أن يعود بقوة إلى الدوري العالمي التي كان الاتحاد السابق يرفض المشاركة فيها من دون مبرر، حيث فاز في مجموعته التي ضمت منتخب اسبانيا العملاق ليتأهل إلى نهائيات المجموعة الثالثة للبطولة في سلوفاكيا، ويفوز على صاحب الأرض ثم مونتنغرو في النهائي ويحقق المركز الأول للمجموعة الثالثة ويتأهل إلى المجموعة الثانية في العام المقبل.
وجاءت كأس الأمم لتضيف إنجازا جديدا من خلال الفوز في اللقب السادس على التوالي بعد 2005 و2007 و2009 و2011 و2013، في إنجاز غير مسبوق لأي لعبة جماعية في كل قارات العالم إلى جانب تحقيق اللقب الثامن في المجموع والتأهل إلى كأس العالم للعب وسط أفضل 12 منتخبًا في العالم حيث تجرى البطولة وفق نظام الدوري بين كل الفرق المشاركة.
الطائرة أعادت الجماهير
ومن الإنجازات الرائعة للكرة الطائرة أيضًا، أنها أعادت الجماهير في أبهى صورهم، حيث عادت جماهير الرياضة الحقيقية التي تشجع من قلوبها وحناجرها دون أي خروج عن النص في رسالة توجهها قائلة أنه لا رياضة من دون جماهير، وتميزت الطائرة من دون باقي اللعبات بأنها أعادت جمهور مصر النظيف إلى الملاعب في البطولة العربية وبعدها في الدوري العالمي وأخيرًا في كأس الأمم الأفريقية من دون واقعة سلبية واحدة.
والنقطة السلبية الوحيدة، كانت في ابتعاد المنتخب الأول للسيدات عن المشاركة في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة في كينيا، بسبب ارتباط كل لاعبات الفريق مع الامتحانات التي رفضت السلطات هنا تأجيلها لتغيب مصر عن بطولة كان من الممكن أن تنافس على لقبها وقطع تذكرة للتأهل أيضا لكأس العالم فيها.