الألعاب الأوليمبية

تجري ريو دي جانيرو، استعداداتها الأخيرة، على قدم وساق؛ لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية، من أجل ضمان عدم تكرار ما حدث من استعجال قبل بطولة كأس العالم التي نظمت العام الماضي؛ ولكنها مازالت في حاجة إلى إثبات أن الاستعدادات التي وصلت تكلفتها إلى 38,2 مليار ريال، أي ما يعادل 7,9 مليار جنيه إسترليني، تستحق ذلك.

ومع بدء العد التنازلي، الأربعاء، للأوليمبياد التي سيجرى العام المقبل؛ فإن هناك عدد من المرافق انتهي العمل فيها فعلًا، ومن ضمنها ملعب "مراكانا" الذي سيستضيف حفل الافتتاح في الخامس من آب/أغسطس، بينما من المفترض أن يتم إبلاغ المسؤولين داخل اللجنة الأوليمبية الدولية الذين يزورون ريو، هذا الأسبوع، أن باقي الملاعب سيتم الانتهاء منها مع نهاية هذا العام، ومنها ملاعب الهوكي، فضلًا عن ملعب الغولف الأوليمبي الجديد من تصميم جيل هانس، والذي سيستضيف بطولة تجريبية في الفترة من 26 حتى 29 من تشرين الثاني/نوفمبر.

وسيتم الانتهاء من: المركز المائي، قنوات المياه، ساحة جبل الدراجات فضلًا عن ملعب "ديودورو" الذي سيستضيف لقاءات الرغبي، في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2016، بينما لن يتم الانتهاء من ساحة الرماية، إلا بعد نيسان/ابريل، أما ملعب ألعاب القوى فسيستضيف بطولة "ليبرو أميركان" في منتصف أيار/مايو، ويثير مركز التنس أكبر المخاوف إثر تجاوزات في الموازنة؛ إلا أنه بالرغم من ذلك، أبرز مسؤولون في الحكومة، أن كل شيء سيتم تسليمه في الموعد المحدد، وسيصدر مفتشو اللجنة الأوليمبية الدولية، حكمهم، بعد زيارة المواقع الرئيسة في بارا وديودورو، الأسبوع المقبل.

وأشار صحافيين، خلال جولتهم الأخيرة إلى الساحة الأوليمبية التي ستنظم بطولات فنون الدفاع عن النفس والمبارزة والمصارعة وكرة السلة والرغبي على كرسي متحرك، إلى أن هناك تقدم واضح، حيث إنها كانت كاملة تقريبًا، سواء من حيث الأرض أو الأضواء أو أماكن الجلوس.

ولفت مسؤولون في المدينة، إلى أنهم تعلموا من دورة الألعاب الأوليمبية التي جرت في لندن، خصوصًا فيما يهم مسألة كيفية استخدام المرافق بعد انتهاء المنافسة، ووعد وزير التنسيق، أن ملاعب ريو، لن تكون مثل نظيرتها في أتلانتا وأثينا وبيدرو باولو كارفاليو التي عانت من الإهمال، وأصبحت مهجورة بعد انتهاء فعاليات دورة الألعاب الأوليمبية.

وأضاف المسؤولون، أنه سيتم إعادة استخدام ملاعب كرة اليد كمدارس، كما ستصبح ملاعب كاريوكا مراكز للتدريب وفصول دراسية، في حين تم تخصيص موقع ديودورو؛ لقضاء وقت الفراغ، وضمنها مسارات للسير لمسافات طويلة وأماكن للتأمل في الطبيعة.

ويشكك مواطنو ريو في كلام المسؤولين وتعهداتهم بعد تجارب مماثلة في الولايات المتحدة الأميركية ومصير الملاعب هناك حيث آلت إلى التكسير في وقت لاحق من انتهاء فعاليات بطولة كأس العالم، بفضلًا عن أنه على عكس المسح الذي أجرته اللجنة الأوليمبية الذي أظهر أن 65 % من سكان ريو متفائلون في الألعاب الأوليمبية؛ إلا أن طلبات الحصول على التذاكر لا تزال حتى الآن، متواضعة.

وتأمل المدينة في أن يعزز ذلك الحدث من التنمية، ففي كل ستة دولارات ( 3,85 جنيه إسترليني ) تنفقها علي الأوليمبياد؛ فإن دولارًا واحدًا يذهب إلى الرياضة، بينما الباقي ينفق على البنية التحتية، كما يتوقع بأن المنافسة الدولية ستعزز من مكانة المدينة.

وشهدت ريو، في الفترة السابقة، إصدار تقرير من منظمة "العفو الدولية" ينتقد العنف المميت من جانب الشرطة، ونشرت جهة صحافية، تحقيقًا ينتقد بشدة جودة المياه، في الأماكن التي تجرى عليها الألعاب الأوليمبية والبارالمبية التي وصفتها بأنها تحتوي على مياه الصرف الصحي لكميات كبيرة، ما يعد أبعد كثيرًا، من الصورة التي تريد المدينة تقديمها قبل وصول الرياضيين الأوليمبيين البالغ عددهم 10,500 وأيضًا الرياضيين من ذوي القدرات الخاصة والبالغ عددهم 4,400، فضلًا عن السائحين الذين يقدر عددهم 480,000 سائح.

وتواجه البرازيل أيضًا، حالة من الاضطراب السياسي والاقتصادي الذي ينزلق إلى الركود، على الرغم من أن انخفاض قيمة العملة يفيد السائحين، فضلًا عن التحقيق في أسوء فضيحة فساد داخل البلاد، بينما قررت مدينة بوسطن التخلي عن سعيها إلى استضافة دورة الألعاب الأوليمبية التي ستجرى في عام 2024 بسبب المخاوف من ارتفاع التكلفة، في الوقت الذي أعلنت فيه طوكيو عن تقليص خططها في شأن بناء الاستاد الرئيس لعام 2020 بسبب التكلفة؛ ولكن بالنسبة إلى ريو فلا يوجد مجال للعودة إلى الوراء.

من جانبها، بيّنت أستاذة في جامعة "فلومينيسي الاتحادية" ومؤلفة لكتاب عن كأس العالم فيرناندا سانشيز، أن سكان مدينة ريو غير متحمسين للحدث، معتقدة بأن ذلك نتيجة لضعف عائدات كأس العالم، وفضائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" فضلًا عن الفضائح والأزمات الاقتصادية.