لندن ـ سليم كرم
لم يجد المنتخب الألماني بطل العالم صعوبة في تخطي عقبة نظيره السلوفاكي وبلوغ الدور ربع النهائي من كأس اوروبا 2016 لكرة القدم باكتساحه 3-صفر الأحد على "استاد بيار-موروا"، واستحق رجال المدرب يواكيم لوف بلوغ الدور ربع النهائي ومواصلة المشوار في البطولة القارية على أمل الذهاب حتى النهائي والفوز باللقب للمرة الرابعة في تاريخ "ناسيونال مانشافت" بعد 1972 و1980 و1996، لكن الاختبار المقبل في ربع النهائي سيكون موقعة "العمالقة" لأنه سيجمع أبطال العالم مع إسبانيا بطلة النسختين الأخيرتين أو إيطاليا الوصيفة واللتين تلعبان الاثنين في ثمن النهائي.
وفي الحالتين، ستكون المباراة ثأرية لألمانيا لأنها خسرت نهائي 2008 أمام إسبانيا ثم خرجت على يد المنتخب ذاته من نصف نهائي مونديال 2010، قبل أن تخرج على يد إيطاليا من نصف نهائي النسخة الأخيرة من البطولة القارية عام 2012، وانتهت المغامرة الأولى للمنتخب السلوفاكي الذي أُختبر الوجه الحقيقي لألمانيا خلافًا للمباراة الودية الاخيرة بين الفريقين (فاز 3-1 في اوغسبورغ في 29 أيار/مايو الماضي)، عند حاجز الدور ثمن النهائي الذي يقام للمرة الاولى بسبب رفع العدد من 6 إلى 24 منتخبًا.
ويدين المنتخب الألماني بفوزه الرابع على سلوفاكيا بعد استقلالها (مقابل هزيمتين) إلى جيروم بواتينغ وماريو غوميز ويوليان دراكسلر الذين سجلوا أهداف المباراة كما أهدر مسعود أوزيل ركلة جزاء لأبطال العالم في الشوط الأول الذي تقدموا خلاله 2-صفر، وشارك دراكسلر أساسيًا على حساب ماريو غوتسه في التغيير الوحيد على تشكيلة مباراة الجولة الاخيرة من الدور الأول ضد أيرلندا الشمالية (1-صفر)، وبواتينغ في قلب الدفاع بعد تعافيه من إصابة طفيفة في ربلة ساقه.
وفي المقابل، أجرى المدرب السلوفاكي يان كوزاك 4 تعديلات على التشكيلة التي تعادلت مع انكلترا صفر-صفر في الجولة الاخيرة من دور المجموعات، حيث شارك نوربرت غيومبر وباتريك هروسوفسكي وميلان سكرينيار وميكال دوريس على حساب توماس هوبوكان وفيكتور بيكوفسكي وروبرت ماك واوندري دودا.
وكانت المانيا قريبة من افتتاح التسجيل في الدقيقة السابعة بكرة رأسية من سامي خضيرة إثر ركلة حرة نفذها طوني كروس لكن الحارس ماتوس كوزاتشيك تألق وانقذ مرماه، بيد انه سرعان ما انحنى إثر الركنية التي نجمت عن الفرصة اذ شتت الدفاع الكرة لخارج المنطقة لكنها وصلت إلى بواتينغ الذي أطلقها "طائرة" إلى يمين الحارس السلوفاكي (8)، مسجلاً الهدف الأسرع لبلاده في تاريخ مشاركاتها في البطولة القارية ومفتتحًا سجله التهديفي في مباراته الـ63 مع "ناسيونال مانشافت".
وحصل أبطال العالم على فرصة ذهبية لاضافة الهدف الثاني عندما احتسب الحكم ركلة جزاء ضد القائد مارتن سكرتل بعد دفعه لماريو غوميز داخل المنطقة فانبرى لها مسعود اوزيل لكن كوزاتشيك تألق هذه المرة وحرم الالمان من هدف الاطمئنان (14)، وأصبح أوزيل أول لاعب ألماني يخفق في هذا المجال إن كان في ركلات الجزاء أو الركلات الترجيحية منذ أن فعل ذلك أولي هونيس الذي تسبب في خسارة ألمانيا الغربية لنهائي 1976 على يد تشيكوسلوفاكيا بالذات بإهدار ركلته الترجيحية (2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي)، لكن هذه الفرصة الضائعة لم تحبط رجال لوف اذ واصلوا اندفاعهم وحاصروا سلوفاكيا في منطقتها وكادوا ان يصلوا الى الشباك مجددا بتسديدة من زاوية ضيقة ليوناش هكتور واخرى من خارج المنطقة لاوزيل لكن الاول اصطدم بتألق الحارس (23) فيما مرت محاولة الثاني بجانب القائم الأيمن (24).
وانتظر المنتخب السلوفاكي حتى الدقيقة 41 ليهدد المرمى الألماني بشكل فعلي لكن مانويل نوير كان حاضرًا بقوة لإنقاذ رأسية يوراي كوتشكا اثر عرضية من ميلان سكرينيار، وجاء الرد الألماني قاسيًا إذ نجح غوميز في تعزيز تقدم أبطال العالم إثر لعبة جماعية ومجهود فردي رائع لدراكسلر على الجهة اليسرى قبل أن يعكس الكرة لمهاجم بشيكتاش التركي الذي تلقفها مباشرة على القائم القريب وحولها في الشباك (43) رافعًا رصيده إلى هدفين في النسخة الحالية وخمسة في ثلاث مشاركات في البطولة القارية (3 في 2012) ليتشارك بذلك الرقم القياسي الألماني مع يورغن كلينسمان.
وفي بداية الشوط الثاني، تبادل الطرفان الهجمات دون خطورة فعلية حتى نجح دراكسلر في توجيه الضربة القاضية لسلوفاكيا إثر ركلة ركنية من كروس وتمريرة رأسية من ماتس هوملس تلقفها لاعب وسط فولفسبورغ وحول الكرة "طائرة" شبه مقصية في الزاوية اليمنى العليا (63) مسجلاً هدفه الثاني بقميص المنتخب الوطني بعد الاول ضد الولايات المتحدة (2-3) في لقاء ودي أقيم في حزيران/يونيو 2013.
وبعدما اطمأن لوف إلى النتيجة، زج في بينيديكت هوفيديس ولوكاس بودولسكي بدلاً من بواتينغ ودراكسلر (72) ثم في باستيان شفاينشتايغر الذي دخل بدلاً من خضيرة (76)، وأبقى على توماس مولر الذي لم يسجل حتى الآن في هذه البطولة، وكاد كروس يعزز بالرابع في الوقت بدل الضائع لكن لاعب وسط ريال مدريد الإسباني اصطدم مجددًا بتألق الحارس السلوفاكي.