اللاعب ليبرون جيمس

يعكس ارتداء قميص كتبت عليه عبارة "المحارب المطلق" ما حصل في نهائي دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين وقيمة الإنجاز الذي حققه "الملك" ليبرون جيمس بقيادته كليفلاند كافالييرز للفوز بلقبه الأول. ومن المؤكد أن جيمس كان يرتدي هذا القميص مع عبارة "ذي التيميت وورير" لحظة وصول الفريق من أوكلاند إلى أوهايو ومعه الكأس الغالية بهدف إغاظة جمهور ولاعبي غولدن ستايت ووريرز الذي بدأ في طريقه الى الاحتفاظ باللقب بعدما تقدم 3-1 في سلسلة مواجهات النهائي.

لكن جيمس ورفاقه قرروا القتال ودخول التاريخ كأول فريق يتوج باللقب بعد كان متخلفا 1-3، ما عزز مكانة "الملك" كأحد اعظم اللاعبين الذين مروا في تاريخ الدوري واللعبة بشكل عام.وحقق جيمس حلمًا طال انتظاره وقاد فريق بداياته للفوز باللقب للمرة الأولى، لينضم بالتالي إلى لاعبين عظماء آخرين مثل مايكل غوردان الذي قاد شيكاغو بولز إلى اللقب ست مرات خلال التسعينات، خصوصًا أن "الملك" كان يخوض النهائي للمرة السادسة على التوالي.

وعرف جيمس طعم التتويج مع ميامي هيت عامي 2012 و2013 إلا أن الفوز باللقب الغالي بقميص كليفلاند يحمل نكهة خاصة لأن هذا الفريق جاء به إلى الدوري عام 2003 ومهد الطريق أمامه لكي ينمي مواهبه ويفرض نفسه تدريجيا من بين أساطير اللعبة.وما يميز تتويج كليفلاند هو انه ليس اول فريق في تاريخ الدوري يحرز اللقب بعدما كان متخلفًا 1-3 في النهائي وحسب، بل انه انتزعه من معقل بطل الموسم الماضي غولدن ستايت ونجمه ستيفن كوري.

وكانت صرخة جيمس معبرة في نهاية اللقاء عندما قال "كليفلاند، هذا (اللقب) لك"، وذلك لأنه وضع حدا لصيام المدينة عن الألقاب، ان كان في كرة السلة أو البيسبول او كرة القدم الاميركية منذ عام 1964 حين أحرز كليفلاند براونز لقب دوري كرة القدم الأميركية.

جيمس الذي تألق في المباراة الحاسمة بتسجيله 27 نقطة مع 11 متابعة و11 تمريرة حاسمة وأصبح ثالث لاعب فقط يحقق "تريبل دابل" في المواجهة السابعة الاخيرة من الدور النهائي بعد جيري وست وجيمس وورثي، يسطر حاليا مرحلة هيمنة اللاعب الواحد على غرار ما حصل مع الاسطورتين بيل راسل الذي توج مع بوسطن سلتيكس بلقب الدوري 11 مرة بين 1957 و1969، ومايكل غوردان في التسعينات او كوبي براينت وشاكيل أونيل لكن الآخيرين كانا إلى جانب بعضهما في صفوف ليكرز في العقد الأول من الألفية الجديدة.

وقد عادل جيمس إنجاز ايرفين ماجيك جونسون وـونيل وتيم دانكن بنيله جائزة افضل لاعب في النهائي للمرة الثالثة، ولا يتفوق على هذا الثلاثي سوى الاسطورة المطلقة غوردان الذي نال هذه الجائزة في ست مناسبات.وما حققه جيمس سيزيد حدة النقاش حول من يستحق أن يكون أفضل لاعب في التاريخ، وعما اذا كان إأفضل من غوردان او كوبي براينت لكن ما يهم "الملك" في الوقت الحالي أنه وفى بالوعد الذي أطلقه عندما عاد الى كليفلاند عام 2014 ونجح في قيادة الفريق إلى لقب تاريخي.

وكان جيمس متأثرًا كثيرًا بعد المباراة الحاسمة الأحد إذ ركع وأجهش بالبكاء كما الحال بالنسبة لجميع زملائه والطاقم التدريبي بقيادة تايرون لو الذي حقق الانجاز في اول مهمة تدريبية بعد أن عمل سابقًا كمساعد مدرب منذ 2009، علما بان صانع الالعاب المتوج باللقب عامي 2000 و2001 مع لوس انجليس ليكرز استلم مهمته في كليفلاند في 22 كانون الثاني/يناير الماضي بعد إقالة ديفيد بلات.

ومن المؤكد أن جميس رد على من انتقده وشكك في قدرته على قيادة كليفلاند إلى لقب طال انتظاره، وهو قرر التوجه اليهم برسالة في حسابه على موقع "اينستغرام" قال فيها مع صورة له مع الكأس: "قالوا باني تراجعت، لم اعد املك تلك القوة التي كانت لدي سابقا، وأن أفضل أيامي أصبحت خلفي، شككوا باندفاعي وقدراتي القيادية والتزامي. لم اعد املك تلك الغريزة القاتلة، العودة الى مسقط رأسك (كليفلاند من ميامي) هي اسوأ خطأ في مسيرتك".

وواصل: "لقد تسبب بطرد المدرب، باستبدال اللاعبين، لن يكون هناك تفاهم بينه وبين كايري (ايرفينغ)، بينه وبين كيف (كيفن لوف)... من المستحيل أن يتمكن من الفوز باللقب في مسقط رأسه الخ الخ الخ... لكن هل تعلمون؟ كل ذلك لا يعنيني!!! نعم سيدي" مع ضحكة ساخرة.