أحمد موسى يثير الجدل في برنامجة "على مسؤولية"

في برنامج «على مسؤوليتي» يحشد الإعلامي المصري أحمد موسى كلّ خبراته ومواهبه من أجل ترسيخ الفكرة التي يتبناها ويدعو إليها. ذلك مفهوم وطبيعي، لكنّ اللافت في حالة موسى هو وضوح انحيازه الى حدَين نقيضين: الأبيض والأسود. في الإعلام التلفزيوني الناجح، يأخذ التأطير إيـــقاعاً نـــافلاً ونــشازاً، بينما يذهب الإعلامي المصري المعروف مباشرة الى ذلك الحيز. تصبح المسألة لافتة أكثر بالنظر الى حالة الانقسام التي تعيشها النخبة المصرية هذه الأيام، خصوصاً في الموقف من الحالة السياسية الراهنة.

«على مسؤوليتي» يقع في قلب الأحداث الكبرى في مصر، ولذلك يستقطب مشاهدة واسعة من ضفتي المؤيدين والرافضين له، والذين يعكس تأييدهم ورفضهم حالة من الاستقطاب الحاد. هذا الاستقطاب النابع من مواقف أحمد موسى لا يلبث أن يتصاعد في صورة سلبية من خلال ضيوف البرنامج الذين يحرص موسى على اختيارهم من بين المؤيدين له المتفقين مع أفكاره ومواقفه السياسية.

ما نسمعه من آراء ووجهات نظر في حالة الإعلام التلفزيوني حضور محاورين مختلفين يلقون الضوء على ما يمكن أن يروه سلبيات ونواقص. غياب أولئك المختلفين يُكرّس بالضرورة رؤى أحادية تضع البرنامج برمّته في حالة «احتفالية» بالسياسات المطروحة ويجعلها غير مهتمة أبداً بالبحث عن أية سلبيات محتملة في حالة تلفزيونية مصرية راهنة سمتها الأبرز الاختلاف والتنوع الى حدود ودرجات تتجاوز المألوف غالبًا.

هذا ما لاحظناه كثيراً في حوارات البرنامج التي تناولت أهم القضايا السياسية وأكثرها اثارة للجدل والاختلاف في صفوف النخبة المصرية، وهي حالة لم تلبث أن وصلت الى حدّة في التقديم دفعت بالبرنامج وصاحبه الى حيز التصنيف باعتباره برنامج التلفزيون الرسمي حتى ولو شاهدناه من شاشة أخرى لا تملكها الدولة.

ليست مشكلة «90 دقيقة» كفاءة معده ومقدمه، ولكن أنه يقوم على مفاهيم اعلامية باتت من الماضي وكأننا أمام شاشة بالأبيض والأسود في عصر التلفزيون الملوّن والمنفتح على تيارات ومفاهيم متعددة ومختلفة، بل حتى متناقضة، تستطيع أن تحيط بأية مسألة من كل جوانبها وترى خلفياتها وأبعادها والعوامل المؤثرة فيها وعلى نحو حيوي يمنح المشاهد المعرفة والمتعة على حد سواء ويضعه في قلب المشهد السياسي والإعلامي الراهن.