القاهرة – أحمد عبدالله
اعترف وكيل اللجنة الخارجية في مجلس النواب المصري، طارق رضوان، بتأخر قطع العلاقات مع قطر من جانب مصر، مشيرًا إلى أنّ "القرار جاء "متأخرًا بعض الشيء"، ولكن مبرر ذلك أنه قرار احتاج إلى دراسة مستفيضة ، وتنسيق وترتيب موسّع قبلها، وتقدير لردود الفعل عليه وتبعاته الإقليمية والدولية، على مستوى مصر أو باقي الدول التي اتخذت موقفًا معاديًا من قطر".
وأكّد طارق رضوان، في مقابلة خاصّة مع "مصر اليوم" أنّ "القرار كان قويًا ونستطيع أن نعتبره "رد فعل" على أفعال أكثر تصعيدا وتحديًا بل وإيذاءً تبّنتها قطر بدعمها واصطفافها مع قوى الإسلام السياسي التي تتبنى العنف منهجًا"، مشددًا على "ضرورة أن يكون التصعيد في حد ذاته رادعًا وعنيفًا مثلما شهدنا وألا يكون على خطوات أو بشكل متدرّج، مشيرًا إلى أن الدول العربية التي اتّخذت هذا القرار لديها "تقدير جيد للموقف" ولم تتحرك عبثًا".
وتحدّث رضوان عن واقعة قطع الكلمة عن الأمير القطري، مشيرًا إلى أنّ "ذلك يظهر "ارتباكًا واضحًا" داخل مراكز صنع واتخاذ القرار في قطر، النظام القطري يعاني من "أزمة" وضع نفسه فيها بسبب ممارساته"، لافتا إلى أن "تلك الخطوة تعد بمثابة رسالة قوية إلى باقي الدول والقوى الداعمة للإرهاب، وتوحد القوى الخليجية سيجبر الكثير من الأطراف على مراجعة حساباتها مرة أخرى"، وعن السيناريوهات المستقبلية وتوقعاته لتطورات المشهد، توقع النائب ألا تتراجع دول الخليج وأن يزداد الضغط على قطر لدرجة ستعرضها إلى "عقوبات على المستوى الدولي"، وأن مجلس التعاون منذ اللحظة التي اتخذ فيها القرار لن يعود لما كان قبلها بأي شكل، وأن دول قدمت مذكرات لمقاضاة قطر في منظمة العدل الدولية بسبب دعمها المعلن لقوى محسوبة على الإرهاب.
وأوضح رضوان أنّ الوفد البرلماني المصري الذي توجّه إلى الولايات المتحدة الأميركية، يحمل أجندة واضحة بعدة نقاط سيتم التباحث بشأنها وطرحها في أميركا، مشيرًا إلى أنّه "سيتم إطلاع الجانب الأميركي على رؤية مصر تجاه التطورات في ملف الإرهاب والموقف مع قطر، بالإضافة للوضع في ليبيا وسوريا واليمن، والقضية الفلسطينية بالطبع".
وكشف النائب أن "وفدًا من لجنة العلاقات الخارجية عقد الأسبوع الجاري لقاءً مطولًا مع وزير الخارجية سامح شكري، وكانت أبرز توصياته لنا أن نوسع من دائرة لقاءاتنا في العاصمة الأميركية واشنطن، وأن نركز جيدا على المحادثات في الكونغرس بمجلسيه"، موضحًا أن مراكز الفكر بأجنحتها المختلفة هناك لها تاثير طاغي، وعلينا التحسب لهم والإعداد الجيد للحديث والتحاور معهم.
وأشار رضوان إلى أن "تلك الزيارة هي الأولى من نوعها رسميا لنواب البرلمان المصري، منذ قرابة 13 عام انقطاع بسبب الخلافات في وجهات النظر منذ العام 2004 والتي أدت إلى كل هذا الانقطاع، وبالتالي ستكون لتلك الزيارة "طبيعة خاصة""، مبديا تمنياته أن يعود الأعضاء منها وقد أحرزوا تقدم على مستوى التعاون العسكري والتنموي بين مصر والولايات المتحدة، ومزيد من فضح جماعة الإخوان المسلمين ومساعيها الخبيثة، مبديا تفاؤله بحالة التناغم في التفكير واتخاذ القرارات بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، وبشأن التوتر في العلاقات بين مصروالسودان، قال رضوان إن السودان هي التي بادرت بإبداء عدائية غير مبررة تجاه مصر، وأن الأخيرة ألتزمت ضبط النفس والرد بدبلوماسية تليق بمكانة مصر، ولم تجاري السودان في استفزازاتها، متوقعا أن تأخذ السودان بعض الدروس مما حدث مع قطر، والتي بالمناسبة كانت تعتمد عليها السودان وتستقوي بها بشكل "مفضوح"، وأن مصر في النهاية ستثبت مزيدًا من "حسن النوايا" للحفاظ على العلاقات مع السودان.
وأفاد رضوان بأنّ "أداء الحكومة لايزال يحتاج لكثير من التحسين والاعتناء بالملفات الساخنة الضاغطة على المواطنين، وأن النواب يتحملون وطأة ذلك، وأنه على المستوى الشخصي يسعى للحصول على دعم للمستشفيات والمقار الصحية والفصول المدرسية، وأن ذلك يتم بمجهودات فردية، يجب أن تتحول مع الوقت إلى أداء عام تبادر به الحكومة لتحسين حياة المواطنين".