القاهرة - أحمد عبدالله
سادت حالة استياء بين نواب لجنة العلاقات الأفريقية في مجلس النواب المصري بسبب تجدد التصريحات السودانية عن أصول حلايب وشلاتين، حيث اتّهموا وزير الخارجية السوداني بأنه يصدر الأزمات ويتغافل الحقوق التاريخية والمعاهدات، مؤكد ين في الوقت ذاته على حق مصر في تنمية أراضيها ومن ضمنها "حلايب وشلاتين".
وأبدى رئيس لجنة العلاقات الأفريقية في مجلس النواب المصري السيد فليفل استغراب شديد بسبب تصعيد لهجة السودان بشأن "حلايب وشلاتين"، مشيرًا إلى أنّه وباقي نواب لجنة الشؤون الأفريقية لايتركون فرصة أو مناسبة إلا ويعبرون فيها على شديد احترامهم للسودان، والروابط الوثيقة التي تجمع الشعبين تاريخيا وجغرافيا، إلا أن تصريحات الغندور الأخيرة، لا نملك إلا أن نرفضها تمامًا.
وحذّر فليفل من المطالبة بعقد إجتماع طارئ للجنة الشؤون الأفريقية للتدارس حول كيفية التصدي مبكرا لأي مزاعم تهدف إلى استقطاع جزء من الأراضي المصرية، وأيضا مساعدة الحكومة في التسريع لبناء أي سدود أو مشاريع في حلايب وشلاتين، والتي تعد جزءًا لا يتجزأ عن الأراضي المصرية، وبالتالي من حقنا بشكل كامل أن نقيم فيه المشاريع التي تحفظ حقوقنا وتصون أمننا المائي.
وأكّدت أمين اللجنة الأفريقية النائب مي محمود، أن تصريحات الوزير السوادني التي يكررها على فترات ،"واهية" وبها قدر من الاستفزاز لمصر ومسؤوليها وشعبها، وأن الحكومة المصرية خيرا فعلت بتجهيز بدائل من المشاريع والسدود سواء في البحر الأحمر أو غيره، وعديد المطالبات السابقة من النواب والشعب باللجوء لسيناريوهات تأمين احتياجاتنا من المياه .
وقالت محمود إن وزير الخارجية السوداني، حينما لا يجد أي جديد يقدمه لشعبه، يخرج ليهاجم مصر، مبدية شديد إندهاشها من موقف السودان المؤيد لإثيوبيا، قائلة "يكاد يكون الضرر الواقع على السودان جراء سد النهضة أكبر مما هو على مصر، ورغم ذلك نجد الأشقاء في السودان يؤيدون الجانب الإثيوبي، ولايكتفوا بمهاجمة مصر وإنما نثر الشائعات عن أراضيها التاريخية"، ويشار إلى أن وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبد العاطي، قد أعلن في ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أن مصر تنوي إنشاء سد لتخزين مياه الأمطار والفيضانات في وديان مثلث حلايب وشلاتين على ساحل البحر الأحمر، بما أثار المخاوف من أن القاهرة تسعى لإثارة أزمة دبلوماسية مع السودان، وهو ما يأتي تاليا لتصريحات وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور جدد فيها مزاعم بلاده بشأن منطقة حلايب، ودعا غندور القاهرة للتفاوض مجددًا بشأن هذه المنطقة، أو اللجوء للتحكيم الدولي.
وأضاف غندور أنّه "نأمل أن يتفاوض إخواننا المصريون بشأن حلايب وشلاتين، مثلما فعلوا مع الجانب السعودي حول تيران وصنافير، أو اللجوء للتحكيم الدولي مثلما فعلوا مع إسرائيل بشأن طابا، وكلا الخيارين سيمنعان وقوع أي أزمة مع الإخوة المصريين"، وشدّد على أنهم لن يسمحوا بأن تؤثر قضية حلايب على العلاقات الأخوية مع مصر، لكننا في الوقت ذاته لن نسلم حلايب مطلقاً- بحسب قوله.