الدراما الجزائرية

شهدت الدراما الجزائرية خلال شهر رمضان 2017 اكتساح المخرجين التونسيين القنوات الفضائية الجزائرية, وبثت قرابة 5 أعمال درامية وكوميدية، أبرزها "تحت المراقبة" لأنور الفقيه، و"القصبة سيتي" لعصام بوقرة، و"ماشي ساهل" لأسعد الوسلاتي، و"الخاوة" لمديح بلعيد، الذي حصد أكثر من نصف مليون مشاهدة بعد مضي أسبوع من عرضه على قناة "الجزائرية", وظفر بالمرتبة الأولى في ترتيب البرامج الأكثر مشاهدة في فترة العاشرة ليلًا إلى منتصف الليل، متفوقًا على العديد من البرامج التي تبث في قنوات أخرى.

وقال المخرج المسرحي الجزائري عميروش أيوب, في تصريحات خاصة لـ " العرب اليوم " إنه بداية يجب الإقرار بأن هناك إقبال منقطع النظير على البرامج بمختلف أجناسها سواء كانت مسلسلات أو سيتكوم أو غيرها تلك التي أنجزها مخرجون أجانب أبينا أم كرهنا وقد حازت هذه الإنتاجات بالذات على نسبة عالية من المشاهدة والمتابعة والنجاح.

وأكد المتحدث أن المخرجين والتقنيين التونسيين بشركاتهم قد اجتاحوا سوق الإنتاج بأعمال أعدّت لها كلّ الحسابات والشروط الضّرورية منها الممثلون والممثلات الذين لم نرهم من  قبل يبدعون أداء بمثل هذه الطريقة حتى أنّ المشاهد اندهش في هذا التحوّل الكبير الذي اتّسموا به وقد كانوا قبلها بين أيدي مخرجين محليّين.. وتجلت بوضوح إدارة الممثلين وهي من مهامّ المخرج كذلك نوعية الصورة والصوت وذاك التفنّن في تنويع الزوايا وحركة الكاميرا التي أنها كانت تبني المواقف وتغوص في أعماقنا لتشعرنا وكأننا داخل نفس الدّيكورات إضافة إلى بلاتوهات التصوير والديكورات المنتقاة بعناية فائقة ومنها إلى الملابس والحلاقة والماكياج وغيرها من العناصر الإخراجية الموظفة باحترافية عالية كلّها صنعت المشهد السينمائي الذي لم تعهده العائلة الجزائرية ولم نألفه كمشاهدين.

وأوضح عميروش أيوب أن التلفزيون الجزائري بحاجة إلى هذا النوع من الانفتاح على الكفاءات أينما كان, قائلا " لا يمكننا أن نتقدم قيد أنملة ونظلّ نراوح مكاننا نعوم في الرداءة وقد كنّا كل سنة نشتكي من البرامج الهزيلة الرّمضانية ".

وأكد أن أبرز الأعمال الرمضانية في المدة الأخيرة كانت لأجانب يدعمهم جزائريون وليس عيبا أن نحتكّ ونتعلّم ونتتلمذ من إخواننا والمنتج له كلّ الحقّ في أن يتعامل مع من شاء, مشيرا إلى أنها صنعت الحدث وأثارت الكثير من الجدل وأسالت الكثير من الحبر وهذا دليل ومؤشر نجاحها وأخصّ بالذكر مسلسل الخاوة الذي أبهر المشاهد بامتياز ويعدّ نقلة نوعية مهمة.