رفح – مصر اليوم
كان الهدوء والظلام يسودان كل شبر من مدينتى رفح والشيخ زويد، وقراهما، مساء أمس الأول، عندما باغتت الكهرباء الأهالى الذين استسلموا لقدرهم بقضاء ليلة رابعة بلا «نور»، ومنحتهم دفعة «سعادة مجانية» بعودة التيار قرب الساعة العاشرة مساء. همهمات تكبير وتهليل قطعت الصمت فى الشيخ زويد، مع عودة الكهرباء، فيما أطلق أحد المواطنين ألعاباً نارية، وتعالت زغاريد النساء، ترحيباً بالضيف الذى غاب لثلاثة أيام متواصلة، وما هى إلا دقائق حتى عاد الأهالى لتذكر واقعهم المأساوى، الذى لخصة أحد مواطنى رفح قائلاً: تتبقى عودة المياه والغاز والوقود والاتصالات وفتح الطرق، واستئناف عمل المخابز. وأدى انقطاع الكهرباء إلى انقطاع المياه وشبكات الاتصال، وتعطل جميع المصالح الحكومية، وحتى المخابز توقفت عن العمل، وعجز الجميع عن الخروج من منازلهم نهاراً بسبب نقص الخدمات غير المسبوق، وليلاً بسبب الوضع الأمنى بعد أن وقعت المدينتان فريسة للظلام الدامس غير المسبوق.
«كانت جحيماً للكل، لنا ولقوات الأمن».. بهذه الكلمات وصف أحد مواطنى الشيخ زويد، الحال فى المدينة خلال «أيام القحط» الثلاثة، مضيفاً: حياتنا اليومية توقفت، وكل شىء أصيب بالشلل، مضيفاً: التزمنا البيوت مبكراً، وقلصنا من شرب المياه والطعام، وعشنا كأننا فى حالة جفاف.
وفى ثالث أيام الانقطاع، بدأ أصحاب المحال التجارية حصر خسائرهم، وإلقاء اللحوم المجمدة والأسماك والألبان والحليب بكامل أنواعه، فى صناديق القمامة. يقول محمد يوسف، صاحب سوبر ماركت: خسائرى بلغت مع اليوم الثالث 1200 جنيه، ولو استمر الانقطاع، لليوم، لكانت خسائرى وصلت لما يزيد على 5000 جنيه.
وأضاف ياسر أبوعلى، أحد أصحاب المحال: استطعت التخلص من اللحوم والأجبان، مع أول أيام الانقطاع، وبعتها بنصف الثمن.
ولم تتوقف الخسائر على البائعين فقط، فقد فسدت الأطعمة التى خزنها الأهالى فى ثلاجات المنازل، وقالت إحدى ربات البيوت: أخرجت كل اللحوم المجمدة والأسماك وقمت بطهيها مرة واحدة، وجمعت أولادى، وأولاد الجيران وجعلتهم يأكلون كل الطعام مرة واحدة، أفضل من أن نرميه. وفى محاولة للتغلب على عدم وجود خبز بالمدينتين، قامت المعلمات القادمات من العريش بخبز أرغفة عيش فى مدينتهن وإحضارها معهن لمنحها لزميلاتهن. وقالت منى يوسف، إحدى معلمات الشيخ زويد: أرسلت مع زميلة لى 8 كيلو من الدقيق لتقوم بطهيها فى العريش وإرجاعها لى خبزاً، ولولا هذا ما استطعت تدبير حاجتى المنزلية. وقال الأهالى إن انقطاع الكهرباء عن المدينتين تصادف مع منتصف الشهر الهجرى، ليالى 15 و16 و17 جمادى الأول، أى مع اختفاء القمر، ما جعل ظلام الليل حالكاً، مشيرين إلى اضطرارهم إلى استخدام المولدات الكهربائية الصغيرة لشحن الموبايلات وإنارة البيوت.
وانتقد الأهالى تجاهل المسئولين معاناتهم، وقالوا إن المحافظ عبدالفتاح حرحور لم يعلق على قطع الكهرباء والمياه والغاز والوقود بالمدينتين، واكتفى بقوله «هنشوف الموضوع».