عدلي حسين يؤكد أن أوروبا استفادت من الهجرة غير الشرعية

أكد المستشار عدلي حسين، رئيس لجنة الشراكة الأورومتوسطية، ومحافظ القليوبية الأسبق، أن قضية الهجرة غير الشرعية بالنسبه لأوروبا تحمل في ظاهرها الإنسانية، وفي باطنها المصلحة، حيث تستقبل دول أوروبا المهاجرين لأغراض اقتصادية بحتة، لسد  العجز لديها في المزراع والمصانع، مقابل أجور ضئيلة، وظروف معيشية صعبة، إلا أن ثورات الربيع العربي كان لها دورًا كبيرًا في زيادة الظاهرة، مما زاد من موجات الهجرة، بسبب الاضطرابات والحروب والصراعات.

وأوضح أن ذلك دفع هذه الدول إلى التفكير بجدية في مواجهة هذه الظاهرة، وخاصة بعد تنامي الخوف من التطرف، وثبوت أن كثيرًا ممن ارتكبوا جرائم متطرفة دخلوا أوروبا مع موجات الهجرة، الأمر الذي دفع كثير من الدول إلى فكرة التخلص من المهاجرين، ضاربًا المثل بمباحثات أنغيلا ميركل، المستشارة الالمانية، التي تفاوض الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، على إعادة  1500 مهاجر تونسي في ألمانيا.

وكشف حسين عن أن إلزام الاتحاد الأوروبي لبريطانيا باستقبال 20 ألف مهاجر سنويًا كان السبب الرئيسي وراء  انفصال  المملكه المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن الهجرة غير الشرعية على قائمة أولويات لجنة الشراكة الأورمتوسطية، والاتحاد من أجل المتوسط، لحل هذه القضية الشائكة، التي ارتبطت أخيرًا بقضية التطرف، مما يتطلب جهودًا تنسيقية بين دول الجنوب والشمال، لتقنين الأمر، ووقف "مراكب الموت".

جاء ذلك  خلال كلمة حسين أمام المؤتمر العلمي الـ11 لكلية الحقوق في جامعة بنها، تحت عنوان "الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعيه للهجرة غير الشرعية"، الذي يناقش أكثر من 36 بحثًا، بحضور  الدكتور السيد القاضي، رئيس جامعة بنها، والدكتور جمال إسماعيل، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبرئاسة الدكتور سيد فودة، عميد الكلية.
 
 ومن جانبه، قال رئيس جامعة بنها إن الهجرة غير الشرعية فكرة مرفوضة، وحلم ينتهي دائمًا بالسراب، وإن التكالب عليها ليس من مصلحة الوطن، ويعرض المشاركين فيها للمخاطر التي تنتهي بالموت، في أحيان كثيرة، مؤكدًا أن شباب مصر  قادر على تحقيق طموحاته وآماله على أرض الوطن، بالعمل والإنتاج، وليس بترك الميدان والهروب من الوطن، مشيرًا إلى أنه يجب على الشباب المصري التخلي عن أفكار الوظيفة والعمل الروتيني، واستغلال مواردهم وطاقاتهم لخدمة التنمية على أرض مصر، والمشاركة في المشروعات القومية، التي تملأ  القطر المصري حاليًا، قائلاً إن اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية في القوات المسلحة، أكد له وجود فرص عمل كثيرة في المشروعات القومية. واقترح القاضي على الشباب فكرة استثمار الأموال الضخمة التي تنفق على الهجرة غير الشرعية في تكوين شركات ومصانع، بشراكة شبابية، تعمل في تصنيع احتياجات السوق المصري، والتي يتم استيراد أكثر من 60 % منها من الخارج، واصفًا الهجرة إلى دول الغرب بأنها استغلال.