الإسكندرية - محمد المصري
أكّد الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف في الإسكندرية، أن جميع المساجد والزوايا تحدثت في خطبة الجمعة، عن الضوابط الشرعية للإنجاب وحق الطفل في الرعاية والنشأة الكريمة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بأهمية دور الأئمة والدعاة في مناقشة قضية الزيادة السكانية والعمل على إيضاح رؤية صحيح الدين في هذا الشأن، لافتًا إلى أن الزيادة السكانية تعتبر ثان أهم قضية بعد مكافحة الإرهاب، وتم وضع برامج ثقافية وفكرية ودعوية بصددها.
وقال العجمي، إن من حقوق أبنائكم عليكم أن تُحسنوا اختيارَ شريككم الأم أو الأب؛ لأن ارتباطكم سيُشكِّل جسدًا واحدًا، وحين يكونُ نصفُ الجسد مريضًا، فإن ذلك سيُؤثِّر سلبًا على مسيرتكم، وسيفتح أمامكم مشاكلَ كثيرة، ولن يتوقَّف ذلك عند أبنائكم، بل سيمتدُّ حتى نهايةِ نسلِكم، و ضرب لنا سيدُنا إبراهيم عليه السلام أروعَ الأمثلة في أهمية الشريك الصالح، فحين أتى لزيارة ابنه اكتفى عن رؤيتِه بتقديم نصيحةٍ له بشأن زواجه، ففي المرة الأولى دعاه إلى الطلاق، وفي المرة الثانية دعاه إلى الإمساك؛ لأنه يعلم أهمية اختيار الشريك وقيمة ذلك".
وتابع العجمي "إن مِن حقوق أولادكم عليكم، أن تُحصِّنوا أنفسكم عن الإساءة للآخرين في أبنائهم "فتيانًا أو فتياتٍ"، فإن ذلك سيعودُ بالضرر على أبنائكم، وستَجْنُون أنتم ثمار ذلك عاجلًا أو آجلًا، إن مِن حقوق أبنائكم عليكم ألا تبدؤوا غرسَكم بمعصية الله، واحرِصوا على تطبيق السُّنة في كل أقوالكم وأفعالكم؛ فإن الشيطان يحبُّ أن يُفسِد ثماركم، وإن كانت البداية سيئةً، فلن يكون الثمر حلوًا".
وأكد العجمي، أنه مِن أهم حقوق أبنائكم عليكم أن تلتزِموا الطريق الصحيح، وتبادروا بالأعمال الصالحة والإكثار منها؛ فببركة صلاحكم تلحق عنايةُ الله بأبنائكم، فبعدَ أن ذكر الكَنْز، أثنى على الأب، ووسَمَه بالصلاح، وكان صلاح الأب سببًا في حفظ الله الكنزَ لهما.
ووجه العجمي حديثه لأفراد المجتمع قائلًا "إن مِن حقوق أبنائكم عليكم أن ترسمُوا مستقبلهم، وتحدِّدوا طريقهم، فلقد كثر حديثكم عن التخطيط والإعداد للمستقبل المادي، والأبناء جزء من مستقبلكم، فلا تتوانَوا أن تعدُّوا تخطيطًا لإصلاحهم واستثمارهم، فتلك واللهِ تجارةٌ رابحة، ولن أكون مبالغًا إن قلت: اصنَعُوا لهم منهجًا مِن الآن، ألِّفوا لهم كتابًا يحمل في مضمونه معانيَ الأخلاق الحميدة ؛ مِن تعريف بالعَلاقة مع الخالق، والعلاقة مع النفس، والعلاقة مع المخلوقات، لا إفراط فيه ولا تفريط، يتناسب مع مستواهم كي تعلِّموهم إياه، وليس بالضرورة أن يكون من إعدادكم، فالمكتبات مليئة بالكتب المتخصصة، ولن يعدِمَ الخيرَ طالبُه، واعلموا أن جمال يوم الحصاد لا يُقدَّر بثمن، يوم أن يكون الطفل نورًا يشعُّ بعلمه في كل أرجاء البيت، والأجمل من ذلك متى يكتمل حفظه للقرآن".
واختتم العجمي حديثه، برسالة مهمة إلى المُقبِلين على الزواج: "قبل أن تكونوا آباءً، ويوضع الحمل عليكم، وتقودوا الرَّكْب، فأنتم أمل الغد وقادة المستقبل، ولن تستطيعوا الفلاح ما لم يَقِفِ الأبناء بجانبِكم، بل سيكونون عَثْرةً أمامكم مُعيقِين تقدُّمَكم إن قصَّرتم في حقوقهم، وأهملتم رعايتهم، فحقوقهم عليكم تبدأ قبل زواجكم، بل قبل أن تبحثوا عن شريك حياتكم".
أرسل تعليقك