توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"الشهامة والمروءة والتضحية" عنوان خطبة الجمعة في مساجد الإسكندرية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الشهامة والمروءة والتضحية عنوان خطبة الجمعة في مساجد الإسكندرية

الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية
الإسكندرية - محمد المصري

قال الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن أئمة ودعاة الأوقاف تناولو فى خطبة الجمعة اليوم موضوع فى غاية الأهمية وهو "الشهامة والمروءة والتضحية " وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بنشر صحيح الدين الإسلامى الحنيف وتصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر القيم الإنسانية والمجتمعية. 

وقال العجمى، يتمتَّع البشر بالكثير من الصِّفات التي تعدُّ حكرًا عليه وحده وتميِّزه عن باقي الكائنات، حتى لو ظهرَت هذه الصِّفات في بعض الكائنات الأخرى أحيانًا فهي تظهر على أنها تَجَلٍّ غريب لدى إحدى الكائنات وليس بشكل تامٍّ غالبًا؛ أي: إنَّها تظهر بنِسَب معيَّنه لا تضاهي تلك التي لدى البشر، ويمتاز الكائن البَشري بجمعه لكلِّ الصِّفات داخل مَنظومته الشعوريَّة والعقليَّة، وفي بعض الأحيان يظهر أحدها على حساب الآخر؛ فمثلًا من الممكن أن نجد أن صفة الإيثار موجودة لدى فرد من البشر وفي فرد آخر تتجلَّى صِفة الأنانية، وذلك يعود لعدَّة عوامل؛ أهمُّها التربية والبيئة الاجتماعية، والصِّفات الشخصية التي يصقلها المرء في ذاته ويعمل على تَنميتها.

وبما أنَّ العرب في بداياتهم عاشوا في مجتمعاتٍ بدوية وصحاري؛ أي: إنَّهم عاشوا حياةً صعبة نِسبة إلى غيرهم من المجتمعات؛ فقد تربَّت لديهم بعض الصِّفات المميَّزة؛ كالكرم والشَّهامة، والنَّخوة والشَّجاعة، وهذه الصِّفات ظهرَت نظرًا لصعوبة العيش؛ بحيث اكتشف الإنسان العربي أنَّ عليه أن يساعِد غيرَه ليحصل على المساعدة ويستمر في البقاء هو وغيرُه، وفيما بعدُ تمَّ توارث هذه الصِّفات حتى أصبحَت عاداتٍ متعارَفًا عليها ويشتهر بها العرب؛ فمثلًا أي زائر غريب لمجتمع عربي يلاحِظ أنَّ هذا المجتمع بالحدِّ الأدنى يمتلِك صفةَ النَّخوة، وهي عِبارة عن صِفة يكون فيها الفرد قابلًا لتقديم المساعدة دون أي مقابل، ويقوم بنصر المظلوم ولو على حِساب نفسه، وهي تشبه صِفةَ الإيثار، بينما هي بالمعنى الأشمل لها تحتوي على الإيثار والشَّهامة في نفس الوقت، وهي صفةٌ جيدة يمتدح كل مَن يحملها ويتم تعزيزها دائمًا لدى الفرد.

ومن أهمِّ الصِّفات العربية الأصيلة والأخلاق الإسلامية التي تُميِّز المجتمع،المروءة والشهامة والتضحية، والشهامة وردت في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 23، 24].


ووردت الشهامة فى السنة النبوية،عن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسَنَ النَّاس، وأجودَ الناس، وأشجَعَ النَّاس، قال: وقد فَزع أهلُ المدينة ليلة سمعوا صوتًا، قال: فتلقَّاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم على فرس لأبي طلحة عُرْيٍ، وهو متقلِّد سيفَه، فقال: ((لم تراعوا، لم تراعوا))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وجدته بحرًا))؛ يعني: الفرس".

قال القرطبي: (في هذا الحديث ما يدلُّ على أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان قد جمع له من جودة ركوب الخيل، والشَّجاعَة، والشهامة، والانتهاض الغائي في الحروب، والفروسية وأهوالها - ما لم يكن عند أحدٍ من النَّاس، ولذلك قال أصحابه عنه: إنه كان أشجَعَ الناس، وأجرأ الناس في حال الباس، ولذلك قالوا: إنَّ الشجاع منهم كان الذي يلوذ بجنابه إذا التحمَت الحروبُ، وناهيك به؛ فإنَّه ما ولَّى قطُّ منهزمًا، ولا تحدَّث أحد عنه قطُّ بفرار).

وأكد العجمى على أن النبيُّ صلى الله عليه وسلم رغم عداوة قريش وإيذائها للمؤمنين، لمَّا جاءه أبو سفيان يطلب منه الاستِسقاء لم يرفض؛ لحُسنِ خلُقه، وشهامته، ورغبته في هِدايتهم؛ فإنَّ الشَّهامة ومكارم الأخلاق مع الأعداء لها أثَرٌ كبير في ذهاب العداوة، أو تخفيفها.

وبين العجمى فوائد الشهامة قائلا، الشهامة من مكارم الأخلاق الفاضلة، أنَّها من صِفات الرِّجال العظماء، تشيع المحبَّة في النُّفوس، تزيل العداوةَ بين الناس، فيها حِفظ الأعراض، ونَشْر الأمن في المجتمع، إنَّها علامة على علوِّ الهمَّة، وشرَف النَّفس.

وعن المروءة قال وكيل أوقاف الإسكندرية، إن مروءة النبي (صلى الله عليه وسلم) أفضل وأعظم مايمكن الحديث عنه فلنا أن نضرب مثلاً واحدًا، ولكنه عظيم؛ للإشارة إلى مروءة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد أرسل سرية إلى نجد، فأسَرَتْ رجلاً، وأتت به إلى مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيسأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمَّا عنده لعله يُسلم، فيجيب الرجل بثباتٍ وإصرار بغير ذلك؛ فتتجلَّى مروءةُ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما رأى من ثبات الرجل وتمسكه، فأمر بإطلاق سراحه، فما كان من الرجل إلا أن أسلم لمَّا عاين من هذه الشمائل والصفات للنبي - صلى الله عليه وسلم.

وأما عن التضحية فقال العجمى، العبادات كلها تعلمنا التضحية، شهادة أن لا اله إلا الله، استسلام لمنهج الله، فعليها نحيا وفي سبيلها نجاهد وعليها نموت وعليها نلقي الله، الصلوات الخمس تضحية بكل ما يشغلنا عن الصلاة من كسب مادي أو طعام أو لهو أو غير ذلك، الصيام تضحية بمتعة الطعام والشراب والشهوة، الزكاة تضحية بالمال الذي تميل إليه النفس، الحج تضحية بمفارقة الوطن والأهل، وبتحمل مشاق السفر، وبالإنفاق لأداء المناسك، تضحية أبو سلمة وزوجه في الهجرة، فقد أُجبر على ترك زوجته، وحرمت زوجته من ولدها، وقبلا هذه التضحية حوالي سنة، تضحية الثلاثة المجاهدين في معركة اليرموك، وهم في الرمق الأخير، كل منهم يضحي بحاجته من الماء لأخيه، حتى استشهدوا جميعًا، تضحية الشاب بنفسه؛ فلا يتزوج حتى يربي إخوته، تضحية الشاب بنفسه؛ فلا يسافر للخارج طلبا لسعة الرزق، حتى يراعي والديه المسنَيْن، تضحية الأب والأم والزوجة في خدمة أسرتها.

واختتم العجمى حديثه قائلا، أن تصنعَ مجتمعًا وتُقيم دولة، ليس بالأمر الهيِّن، ولا بالمهمة السهلة، ولا بالقضية اليسيرة، إنها تحتاج إلى جهود غير عادية - مادية أو معنوية - وتنمية المجتمعات القائمة لا تقل أهمية عن بناء مجتمعات جديدة، فنقْل المجتمع من وضعٍ إلى وضعٍ، ومن حالٍ إلى حالٍ، هو نوع من أنواع البناء الجديد للمجتمع والصناعة الجديدة للدولة فيجب علينا جميعا أن نتمتع بالمروءة والشهامة والتضحية فى سبيل بناء وطننا ونقف خلف قيادتنا ونقوى سواعد البناء والتنمبة حتى نكون فى أفضل موقع عالميا وعربيا ودوليا.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهامة والمروءة والتضحية عنوان خطبة الجمعة في مساجد الإسكندرية الشهامة والمروءة والتضحية عنوان خطبة الجمعة في مساجد الإسكندرية



GMT 21:03 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إخلاء سبيل أول متهم بالاتجار في مخدر الإستروكس في الإسكندرية

GMT 10:49 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"الجنايات" تستكمل محاكمة 30 متهمًا في "داعش الاسكندرية"

GMT 16:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيف المتهم بقتل رجل أعمال وزوجته في الإسكندرية

GMT 13:44 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق حملات تموينية مكبرة في محافظة الإسكندرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهامة والمروءة والتضحية عنوان خطبة الجمعة في مساجد الإسكندرية الشهامة والمروءة والتضحية عنوان خطبة الجمعة في مساجد الإسكندرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon