توقفت أعمال التنقيب والاستشكافات النفطية في رواندا في أعقاب الانهيار المفاجئ لمفاوضات تجريها حكومة كيجالي مع شركة النفط الصينية "بي جي بي" BGP، وكانت رواندا قد توقعت استئناف عمليات التنقيب عن النفط الخام في نوفمبر 2016 حينما فازت شركة "بي جي بي" الصينية، التي تجري استشكافاتها النفطية في كينيا وتنزانيا، بعطاء للبحث والتنقيب عن الذهب الأسود في بحيرة كيفو في مايو 2016.
وقالت مصادر قريبة من المفاوضات إن أعمال التنقيب عن النفط ربما تتوقف لمدة أطول من المتوقع إثر حالة الموات التي أصيبت بها المفاوضات التي كانت دائرة بين الحكومة الرواندية والشركة الصينية، برغم إقرار الجانبين بتوصلهم إلى مسودة اتفاق بينهما.
ورفض وزير الموارد الطبيعية فينسينت بيروتا، التعليق على الأمر، وكشف أسباب انهيار المفاوضات، لافتاً إلى أن عمليات إرساء العطاءات لازالت مستمرة وليس هناك شركة فازت بحقوق التنقيب والبحث عن الزيت في البلاد قائلاً "لا يمكن التدخل في عملية أو التعليق على الشركات التي تقدم عطاءاتها للتنقيب عن النفط، وسننتظر لحين الانتهاء من إجراءات إرساء العطاءات لمعرفة الجهة المختارة، والشركة التي سيقع عليها الاختيار حينذاك ستوقع العقد، وإلى ذلك الحين لا يمكنني التعليق".
وتشير تقارير إلى أن ترسية العطاءات انتهت فعلياً، واستقر الاختيار على شركة "بي جي بي" الصينية التي فازت بحقوق التنقيب والاستكشاف في منتصف العام الماضي، وانطلقت المفاوضات بين الجانبين ترأسها عن الجانب الرواندي، د. مايكل بيرياباريما، النائب السابق لمدير إدارة الجيولوجيا والمناجم، وعن الجانب الصيني مدير شركة بي جي بي في كينيا فينج وينهوي، وناقش الطرفان شروط التعاقد المزمع التوقيع عليها.
وتابعت التقارير استعراض تفاصيل المفاوضات، مؤكدة أنه أثناء المحادثات الثنائية التي استمرت ثلاثة أيام، طلبت الشركة الصينية من حكومة رواندا، من بين مطالب أخرى، أن تسمح لها بالتنقيب في الجزء الثاني من بحيرة كيفو، التابع لجمهورية الكونغو الديمقراطية، حتى تتمكن من الحصول على نتائج ومعلومات أفضل.
كانت الكونغو ورواندا وافقتا في أغسطس الماضي على السماح بالتنقيب في الجانب التابع لكليهما.
جرت الموافقة على أن يقوم فريق الشركة الصينية بمراجعة مسودة الاتفاق والعودة إلى كيجالي في نهاية يوليو الماضي للتوقيع رسميا على العقد مع الحكومة، على أن تبدأ عمليات الاستكشاف والتنقيب اعتبارا من نوفمبر 2016، غير أنه منذ ذلك الوقت لم تطرأ أي اتصالات بين الجانبين وسط أحاديث أن مسؤولي وزارة النفط ربما غيروا رأيهم، حسب تأكيد مصدر مقرب من الاتفاق.
وأضاف المصدر "أن المسؤولين ربما يعتزمون إزاحة بي جي بي بصمت، وهو الإجراء الذي ربما سيثير موجة غليان وتقاضي ضد الحكومة إذ إن الشركة تحملت أعباء كبيرة لتقديم العطاء".
ورأى أن "انهيار المفاوضات حدث في أعقاب تغييرات طرأت داخل هياكل الوزارة، حيث أطيح بالفريق الذي بدأ المفاوضات مع الشركة الصينية، وجرى تبديله بفريق آخر، يبدو أنه غير متحمس للتوقيع مع الشركة الصينية".
ورفض ممثلون عن شركة "بي جي بي – نيروبي" الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام المحلية الرواندية عن تلك المسألة.
كانت صناعة النفط الخام في رواندا تعرضت لانتكاسة في عام 2014 حين قررت الحكومة وشركة النفط الكندية "فان اويل إنيرجي" المحدودة، إلغاء الشراكة فيما بينهما للتنقيب عن النفط في بحيرة كيفو.
ورغم الأنباء السيئة التي أحاطت ببحيرة كيفو، فقد تلقت صناعة النفط الرواندية دفقة أمل من الأنباء التي تحدثت فيها شركة "بلاك سوان إنيرجي" عن تفضيلها للحوض الشرقي من بحيرة كيفو مع وجود شواهد بكميات نفط وغاز مهمة بأفضل من الجانب الجنوبي للبحيرة.
كانت اكتشافات نفطية مهمة ظهرت في ألبيرتو جاربين في أوغندا التي تقع شماي بحيرة كيفو، ومنذ ظهور اكتشافات للغاز الطبيعي في تنزانيا وموزمبيق، أصبحت إقليم الصدع في شرق أفريقيا منطقة جذب وتتضمن حقولاً مهمة ورئيسية لأعمال التنقيب والاستكشاف عن النفط والغاز الطبيعي.
ففي حوض الصدع، ظهرت أكثر من 20 اكتشاف نطفي وغازي، قدرت شركة "بلاك سوان إنيرجي" الكندية أنها تحتوي على أكثر من 4 مليارات برميل من النفط.
أرسل تعليقك