تشارك مصر في فعاليات مؤتمر المشاريع الصغيرة الذي تنطلق أعماله من دولة الكويت يوم الأثنين المقبل، برعاية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تحت عنوان "المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في البلدان العربية ( الواقع والتطلعات )".
وذكرت مديرة الجامعة العربية المفتوحة في الكويت الدكتورة موضي عبد العزيز الحمود، في تصريح خاص اليوم الثلاثاء- أن هذا المؤتمر يعد فرصة لمعالجة مشكلات الدول العربية، ومواجهة التحديات التي تحول دون التنمية والازدهار الاقتصادي في الدول العربية، مؤكدة أهمية المبادرات المرتقب طرحها على طاولة البحث والمناقشة خلال يومي انعقاد المؤتمر، بشأن تشجيع الشباب على توجيه طاقاته للعمل الحر من خلال تحفيزه للاتجاه نحو إقامة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغرالتي تدعم الاقتصاد الوطني وفي ذات الوقت تنشله من براثن البطالة.
وأضافت أن المؤتمر يعد كذلك فرصة للتعرف على واقع المشروعات متناهية الصغر والصغيرة القائمة بالفعل في الوطن العربي، وإلقاء الضوء على المشروعات المستهدف إقامتها، إضافة إلى التركيز على دراسة العديد من التجارب والوقوف على التحديات والنظر بإمكانية تقديم المساعدة والدعم المادي واللوجستي لعدد من المشروعات المقدمة.
وثمنت مديرة الجامعة ما أبدته عدد من الجهات والمؤسسات العربية من تجاوب ومساهمة فاعلة للمشاركة في تنظيم ودعم انعقاد المؤتمر، لافتة إلى أن المؤتمر سيناقش نوعين من الأبحاث والدراسات منها أبحاث تتعلق بتشخيص معوقات انطلاق ونجاح المشروعات الصغيرة في الدول العربية، والحلول المقترحة لتجاوزها، ودراسات متعلقة بالتجارب المحلية والإقليمية والدولية الناجحة في مجال التمويل الأصغر ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة من طرف المؤسسات الداعمة لها سواء كانت بنوك،أو هيئات حكومية، أو جمعيات أهلية وخيرية.
وأوضحت أن عقد المؤتمر يأتي انطلاقًا لما تبديه الجامعة العربية المفتوحة وتلك الجهات من حرص شديد على الاضطلاع بدور هام في خدمة التنمية والصالح العام العربي، وتعزيزًا لما لدى حكومات الدول العربية من خطط واستراتيجيات تنموية تعني بالمشروعات الشبابية الإنتاجية والخدمية وتستند على قاعدة الشراكة والتكامل بين الجامعة وغيرها من الجهات والمؤسسات العربية والعالمية.
ولفتت مديرة الجامعة إلى أن تنظيم المؤتمر بالشراكة مع الجمع الغفير من المؤسسات المالية والاقتصادية والجهات العربية ، يعكس إلتزام الجامعة بعقد مؤتمر دولي كل عامين ، تعزز من خلاله تمسكها بأهمية الأخذ بزمام المبادرة في تقديم ملتقيات نوعية تتيح تبادل الخبرات، وتطوير الكفاءات ودراسة التجارب والتحديات ، فضلا عن المساهمة الفاعلة في بناء وتطوير علاقات الشراكة الحيوية مع غيرها من الجهات والمؤسسات بشكل مدروس ومتناغم مع كافة جهود الدول العربية الرامية إلى ترجمة استراتيجياتها الهادفة إلى إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجهها ومنها المشكلات الاقتصادية والبطالة والفقر والهجرة.
وتابعت قائلة "إنه على هذا الأساس جاء عقد مؤتمر المشروعات الصغيرة بهدف البحث في كيفية استثمار وتعزيز دور القوى العاملة الوطنية والتعرف على واقع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة في الدول العربية وغيرها باعتبارها رافدا أساسيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومساهما رئيسيا في زيادة دخل الأسرة وتحسين مستوى معيشتها والحد من مشاكل البطالة والفقر والهجرة .
وأكدت الحمود أن الجامعة العربية المفتوحة مشروع عربي تعليمي تنموي غير هادف للربح ، بدأت مسيرته برؤية سامية وبإلتزام وعهد بالتطوير من قبل مؤسسها ورائد فكرتها الأمير طلال بن عبد العزيز ، وبدعم من وزارات التعليم العالي في الدول العربية، ولفيف من الشخصيات البارزة التي آمنت بنبل الفكرة وإنسانيتها ورقي مهامها وأهدافها.
وتابعت أنه تم إقرار إشهار الجامعة رسميًا في اجتماع مجلس وزراء التعليم العالي في الدول العربية الذي عقد في بيروت سبتمبر عام 2000، وتم اختيار دولة الكويت لتكون هي دولة المقر الرئيسي للجامعة بعد منافسة خمس دول عربية.
واستعرضت مديرة الجامعة البدايات الأولى لتطور مسيرة الجامعة العربية المفتوحة ، قائلة إنه كمرحلة أولى فتحت الجامعة أبوابها للدراسة في أكتوبر عام 2002 في ثلاثة فروع هي (الكويت ، لبنان، الأردن) وفي مرحلة ثانية تم في شهرشباط/ فبراير عام 2003 افتتاح ثلاثة فروع أخرى في كل من( البحرين، مصر، السعودية) ، وفي شهر شباط/فبراير عام 2008 تم افتتاح الفرع السابع لها في سلطنة عمان، أعقبه افتتاح فرع ثامن في السودان في أيلول/سبتمبر عام 2013 ، فضلًا عن مواصلة مسيرة الإعداد لافتتاح فروع في بلدان أخرى كمرحلة ثالثة من مراحل مسيرة الجامعة في كل من فلسطين واليمن تجسيدًا للبعد القومي لهذا المشروع المتمثل في الجامعة العربية المفتوحة والذي نحن بصدد الحديث عنه.
وقالت إن الجامعة تعتمد في كل ما تنفذه من أعمال وإنجاز على التخطيط الاستراتيجي للتطوير والأخذ بالاعتبار التغيرات والتحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الدول العربية بغرض تحقيق جملة من الأهداف والتي من أهمها إتاحة فرص التعليم العالي أمام الحاصلين على الشهادة الثانوية من كافة أبناء شرائح المجتمع بغض النظر عن العمر أو الجنس أو أي ظرف مادي أو اجتماعي يحد من إمكانية مواصلة تعليمهم الجامعي ، وفي أن تكون بحق جامعة ريادية في بناء مجتمع العلم والمعرفة وبناء الخبرات والإسهام في إعداد القوى البشرية التي تتطلبها خطط استراتيجيات التنمية المستدامة في الدول العربية ٠"
وأضافت مديرة الجامعة أن من أهم الانجازات التي حققتها الجامعة هو إتاحة الفرصة لفئات كثيرة من أبناء المجتمع العربي ، خاصة أولئك الذين انخرطوا في العمل ومحدودي الدخل ممن لم تسعفهم ظروفهم للالتحاق بالجامعات التقليدية وتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم بمواصلة الدراسة، فضلا عن توطين تجربة فريدة في التعليم العالي الذي يتسم بالجودة العالية ، ويقوم على أساس دمج التعليم التقليدي والتعليم الذاتي والتعليم الإلكتروني وفقا لمتطلبات ومعايير الجودة لجهات الاعتماد المؤسسي والبرامج في دول فروع الجامعة ومؤسسة الجودة ومركز الشمولية والشراكة في المملكة المتحدة وغيرها من جهات الاعتماد الدولي لبرامج الدراسة بحكم ما لديها من اتفاقية شراكة مع الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة إضافة لنجاحها بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم والتعاون مع جامعات عالمية عريقة وطرح عدد من التخصصات الجديدة لشهادة البكالوريوس والماجستير في عدد من الفروع ، وكذلك النجاح بترجمة ما لديها من خطط إنشائية بإنجاز مبان مستقلة لمقرها الرئيس وفروعها مبنية على أحدث الأساليب والأنظمة والتصاميم المعمارية المتميزة
ومن المقرر أن ينظم المؤتمر الجامعة العربية المفتوحة -على مدى يومين - بالاشتراك مع برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، والمعهد العربي لإنماء المدن في السعودية واتحاد مصارف الكويت والصندوق العربي للإنماء الاجتماعي والاقتصادي في الكويت،بالإضافة إلى عدد من البنوك والمؤسسات المتخصصة والمهتمة بتمويل ودعم المشروعات الصغيرة والمسارات التنموية .
ويشارك في المؤتمر العديد من الخبراء والمتخصصين في الجهات والمؤسسات العربية في مصر و١١ دولة عربية بالإضافة إلى عدد من الدول الأجنبية، ونخب من المؤسسات المالية والاقتصادية والبنوك من بعض البلاد العربية، ورجال وسيدات أعمال من المهتمين بنشر فكر المشروعات الصغيرة التي تساهم بإيجابية في النمو ودعم التنمية.
وتنطلق أهمية المؤتمر من كونه يركز على دراسة تجارب وتحديات مشروعات تنمية وتطوير المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في العديد من الدول العربية وغيرها من الدول ، إلى جانب أهميته في التعرف على التجارب والتحديات التي تواجه كل منها، وضرورة التصدي لها من خلال التوجهات والاستراتيجيات الاقتصادية الحديثة في تنمية المجتمعات المحلية والتجارب الرائدة في تطوير نظم الدعم المؤسسي والشامل للتنمية ، بما في ذلك تأسيس بنوك الفقراء وبنوك القرى وبنوك تمويل المشروعات متناهية الصغر والصغيرة بغرض تحقيق الاندماج المالي، وتقديم خدمات شاملة للفئات المستهدفة.
أرسل تعليقك