توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"النقد الفني في عصر الحداثة" كتاب يردم الهوة النقدية بين الأجيال

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - النقد الفني في عصر الحداثة كتاب يردم الهوة النقدية بين الأجيال

دمشق - سانا

يعتمد الدكتور عفيف البهنسي في كتابه النقد الفني في عصر الحداثة على مفردات فكرية جاء بها من لغة بصرية ترى ما لا يراه الأشخاص العاديون فتتحول بعد غوصها في مفردات الفنون إلى لغة منطقية مقنعة للقارئ فتضيف حقائق جديدة لم تكن تخطر في ذهنه وبهذا تتجلى مهمة الناقد الذي يرتكز على البحث في فائض الجمال المخفى وإظهاره. يحاول البهنسي أن يحول دون وجود هوة بين الأجيال والتخلي عن الحضارة المتناقلة ضمن الكتلة التاريخية الهائلة التي منحت للإنسانية مفاهيم وصوراً تبهرنا حتى اللحظة من خلال امتلاكها لعناصر الدهشة. ويعكس صاحب "جمالية الفن العربي" قوة جمال الماضي الحضاري مقاربا إياه مع الواقع الحداثي من أجل توليد ثقافة النقد بشكل عام والنقد الفني بشكل خاص بغية استنباط عناصر الجمال المرصوفة بين النص الجمالي والنص الأدبي. كما يؤكد الباحث في كتابه أن الفن لغة العالم لذلك نجده يدعو إلى ربط الاصالة بالحداثة والمعاصرة منبها بعد خوضه فصولا شرح معانيها إلى ما يختبئ وراء المعاصرة كالتعريب والتبعية طالبا العودة إلى الايمان بالطبيعة كمنظور كامل والتي لولاها لما كان عالم المادة منجزا لابداعه المادي فالتأمل في الطير جعل الانسان يفكر حتى أوجد الطائرة وغير ذلك. ونجد في البحث أن اللغة النوعية ضمن المؤلف الموجود بين يدينا والتمعن فيها يمنحنا فرصة الاطلاع على تمام الصورة التي يريدنا البهنسي أن ننتبه كثيرا إلى أسباب عدم فراغها وكينونتها الجميلة من خلال نزعته الصوفية الحقيقية وايمانه الجوهري بانتظامها ووحدتها. ونرى أن المؤلف يتطلع إلى وحدة المظهر مع الجوهر واحداث التصالح بين المادي واللامادي في وقت تسعى الحداثة لإبعاد اللامادي وتثبيت صورة المادي كاستهلاك يرتكز عليه أولا وأخيرا لتعزيز الثقافة الاستهلاكية. واتسم عصر الحداثة عند البهنسي بالشمولية والتأثير الثقافي خاصة في مجال الفن من خلال المدارس الفنية والاتجاهات الفكرية التي عجزت عن تكوين علم الجمال الحديث الا ان النقد الفني كما رآه يستعير دائما أسسه من منطلقات فلسفة الحداثة ليكون بنيته. وأصبح الفن الحداثي بحسب صاحب "مدارات الإبداع" يتسم بالتخييل والمصادفة والدلالة الرمزية والانشائية والتأويلية والتفكيك كعناوين للحداثة النقدية وما بعد الحداثة إلا انها أشياء اتسمت بالتلقائية المجانية وتمادي النقاد واعتمادهم على لغة تكتنف بالغموض مما سبب ذهولا عند القارئ وإرهاقا أمام فك الرموز وتبرير ما يدور حولهم. ويصل الباحث إلى أن الفن في العصر الحداثي يسير بشكل انفصالي معتمدا على النهضة الصناعية وغياب الرومانسية التي حملت المعاني الإنسانية وكانت التقنية سببا رئيسيا في جعل العقل العلمي سيداً في ساحة الابداع. ويكشف البحث بان سيطرة التكنولوجيا على الحياة الأوروبية والأمريكية امتدت إلى العمل الفني مما جعل هناك خللا في التوازن فتراجعت الذات أمام الموضوع التكنولوجي وظل تيار التلقائية مغاليا في الحرية الفردية. ويؤكد البهنسي أن ارتباط الحداثة بالإيديولوجيا المتصارعة وبخضوعها للنظام الاستهلاكي وانقطاعها عن التاريخ والمستقبل والإنسان جعلها تعيش فراغا لم يملأه أحد حتى الآن ولم يتمكن النقد الفني من تغطية عصر الحداثة بمؤلف جامع يؤسس لعلم الجمال. يذكر أن الكتاب من منشورات دار الشرق للطباعة والنشر يقع في 282 صفحة من القطع الكبير.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقد الفني في عصر الحداثة كتاب يردم الهوة النقدية بين الأجيال النقد الفني في عصر الحداثة كتاب يردم الهوة النقدية بين الأجيال



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقد الفني في عصر الحداثة كتاب يردم الهوة النقدية بين الأجيال النقد الفني في عصر الحداثة كتاب يردم الهوة النقدية بين الأجيال



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon