توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"ثلج أبيض بضفيرة سوداء" يكشف الوجه الإنساني للحرب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ثلج أبيض بضفيرة سوداء يكشف الوجه الإنساني للحرب

القاهرة ـ وكالات

في ديوان الشاعر العراقي صفاء ذياب "ثلج أبيض بضفيرة سوداء" لا تطل الحرب بوجهها التقليدي وإنما عبر بوابة قصائد تمنحها أبعادا إنسانية أكثر عمقا من مجرد إعادة سرد صور يعرفها من شهد الحرب التي "لا تمنح مجالا للعاطلين".فالحرب التي أصبحت من طول الرفقة أو العشرة على مدى ثلاثين عاما تتخذ من المشاهد المتوالية مسرحا لاستعراض "مآثرها" بل إنها "تتأنق كل يوم... الحروب تهب الغنائم للجنود والقاعدين-فتعطي الجنود موتا يليق بالبنادق-والقاعدين مستقبلا من الكراسي الخشب". ويبدأ الديوان بقصيدة "الحرب.. في طبعتها الأخيرة" وتقول سطورها الأولى "أنا الرابح الوحيد في هذه الحروب-كلما دخلت حربا خرجت منها مدججا بالأرامل" ثم تستعرض الحرب بخيلاء هباتها."فتحت سوقا لبيع الأيدي والأرجل والأصابع-وفي خزانتي آلاف الرؤوس-وعلى أطراف الساحات يتجول رجال يبحثون عن أطرافهم الضائعة-لقد سرقتها الحرب وأهدتهم مهنا لا يتقنها أحد-إنها الحرب-لم تترك مجالا للعاطلين".وديوان "ثلج أبيض بضفيرة سوداء" صمم غلافه سامح خلف وكتبت نصوصه بين عامي 2009 و2012 ويقع في 92 صفحة متوسطة القطع وأصدرته "الدار العربية للعلوم ناشرون" في بيروت.والديوان هو المجموعة الشعرية الخامسة لذياب (38 عاما) الذي يقيم حاليا في النرويج بعد أن "درس الماجستير في الأدب العربي في جامعة البصرة وأكمل السنة السنة التحضيرية فيها بتفوق إلا أنه لم يستطع إكمال رسالته لاضطراره للخروج من العراق" عام 2008 كما يسجل تعريف به في الصفحة الأخيرة.وباستثناء القصيدة الأولى "الحرب.. في طبعتها الأخيرة" وهي الأطول فإن قصائد الديوان تميل إلى القصر ومنها قصيدة "أحلام" التي تقول "كل يوم لي أحلام على هذه الأرض-لكني كلما صحوت-خانتني الذاكرة".ولكن الذاكرة لا تخون الشاعر دائما إذ تذكره الحرب بنفسها –اسما صريحا أو مشاهد كابوسية- ولا تمنحه الطمأنينة وهو في قارة أخرى..ففي قصيدة "وجهي" يتلمس ملامحه بدهشة من يرى وجها آخر ويكتب هذه المفارقة.. "لكني أتذكر آخر مرة رأيته فيها كان نديا وعضا-لم تمر عليه سوى ثلاث حروب-وحصار وثلج يتساقط-لماذا إذن كل هذه الندوب؟-لم تدن منه سوى رشاشتين ومسدس وعدد قليل من القنابل اليدوية-ولم تنفجر بالقرب من مفرشه سوى خمسين سيارة مفخخة-ولم تطل عيناه النظر بآلاف الجثث-فلماذا إذن كل هذه الندوب؟". ويبدو أن الذاكرة خائنة فبمرور القصائد تتسرب ذكريات الحرب التي يستبدل بها صمتا ووحدة وبرودة كما في قصائد "وحيدا في هذا الظلام" و"حياة صامتة" و"ظل واجم" و"امتحان لشتاء قادم" و"ثلج... ثلج" و"هدوء" و"لا ظل لي" التي يقول فيها "لا ظل لي على هذه الأرض-فالشمس وارفة جدا في الغياب-فيما تتكاثر البياضات-تفترش الشمس سجادتها وتذوب-تذوب بين الأصابع".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلج أبيض بضفيرة سوداء يكشف الوجه الإنساني للحرب ثلج أبيض بضفيرة سوداء يكشف الوجه الإنساني للحرب



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلج أبيض بضفيرة سوداء يكشف الوجه الإنساني للحرب ثلج أبيض بضفيرة سوداء يكشف الوجه الإنساني للحرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon